“أعمل يوماً وأجلس عدة أيام بلا عمل” ملامح حرقة وحسرة تطغى على “عمران” المهجر إلى مخيمات منطقة سرمدا في الشمال السوري أثناء جلوسه أمام خيمته في أحد المخيمات بين بلدة كفردريان وسرمدا في ريف إدلب الشمالي حيث وصلت به الحال هناك إلى أوضاع اقتصادية متردية.
يقول عمران وعلامات قلة الحيلة تبدو جليةً عليه “لدي ثلاثة أطفال، أحدهم بحاجة إلى حليب وفوط بشكل دوري، وأنا لا حول لي ولا قوة وما أكسبه من عملي بالكاد يكفي للأكل والشرب، هذا إن وجدت عملاً بشكل يومي، فأنا أعمل بالمياومة وغالب الأحيان يكون في معامل الطوب بالتحميل والتنزيل”
يحتار عمران كيف يواكب تكاليف الحياة التي باتت صعبةً بشكل لا يطاق، أو كيف يقدر عن تأمين حياة كريمة للأطفال وهو غير قادر على تأمين الطعام أولاً “عندما أذهب للعمل وأعود أكون منهكاً تماماً لوجود ألم في ظهري، لكنني مجبر على العمل، وأعود سعيداً من الداخل لأنني استطعت تأمين القليل، ولكن ما أن أصل إلى البيت أكون قد أنفقت كل أجرتي على بعض مستلزمات المنزل”
يلجأ عمران للدين، رغم أنه يجد صعوبة بالغة في رده “أصبحت أخجل من كثرة الدين في محلات المخيم، لكنهم رغم ذلك يقولون أننا معك وكلنا نازحين ونعلم المصاعب التي تمر علينا، بالرغم من ذلك أجد صعوبة بالغة في سداد الدين فأعتمد على مساعدة أخوتي لي وعلى عملي في حال كان جيداً وبشكل يومي”
“خلال شهر رمضان ازداد الحال سوءاً بشكل ملحوظ، وذلك لارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضروات، وأصبحنا نحتار في طعامنا واختيار نوعية الأكل المناسبة مع ما يتوفر لدي من نقود، وفي حال عدم وجودها نلجأ للدين من السوبرماركت المجاور”
ليس عمران وحده من يلجأ للدين والاقتراض للمعيشة، فبحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي صدر في 21 نيسان/أبريل الجاري اعتمد على استطلاع لعدد من الأسر في جميع أنحاء سوريا، وتبين أن 72% في شباط الماضي يشترون الطعام بالدين لنقص المال.
ووفقاً لبيانات البرنامج الصادرة في آذار الفائت أفادت أكثر من نصف الأسر التي جرت المقابلة معها أن استهلاكهم الغذائي ضعيف أو محدود، في حين أفاد 14% منهم بإخراج أطفالهم من الدراسة لإدخالهم بأعمال لكسب المال والمساهمة بدخل الأسرة.
قصة خبرية بقلم: إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع