نقلت صحيفة الديلي بيست الأمريكية عن مسؤول في البنتاغون أنه “لا توجد معركة قريبة في الرقة السورية لإخراج تنظيم الدولة منها”، وذلك في تعليقه على ما قامت به القوات الأمريكية من إلقاء منشورات على أهالي الرقة تطالبهم فيها بالخروج من المدينة.
وبحسب المسؤول الأمريكي فإنه لا يوجد على الأرض ما يوحي بوجود هجوم وشيك على الأقل من جانب قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً أن ما قامت به الطائرات من إلقاء منشورات على المدينة إنما هو جزء من حملة الفوضى.
ورصدت تقارير إخبارية من داخل مدينة الرقة السورية حالة الاستعداد والاستنفار بين صفوف مقاتلي تنظيم الدولة عقب المنشورات التي ألقيت على المدينة، حيث لوحظ قيام عناصر التنظيم بحفر خنادق قتالية حول الرقة وانتقال بعض المقرات التابعة للتنظيم إلى مناطق تحت الأرض، وأيضاً وضع أغطية على المنازل لتفادي هجمات الطائرات من دون طيار.
المنشورات تعتبر تكتيكاً جديداً من قبل الجيش الأمريكي، واستغلال حالة من تنامي العظمة لدى أفراد التنظيم، ومن ثم محاولة زعزعة المدينة من الداخل عبر سكانها.
كما أن التنظيم يخشى على ما يبدو من الدعم الذي تقدمه القوات الأمريكية وقوات التحالف للقوات الكردية متمثلة بوحدات حماية الشعب وحزب العمال، حيث تقوم تلك المليشيات بالتقدم إلى الرقة منذ فبراير/شباط الماضي، غير أن تلك القوات ما زالت غير قادرة على أن تتقدم بشكل أوسع لضعفها وقلة عددها.
القوات المحلية- تقول الديلي بيست- لا يبدو أنها قادرة على طرد التنظيم من مدينة الرقة، كما أن التنظيم لا يبدو أنه هو الآخر قادر على التحرك خارج الرقة لمسافة طويلة، كما هو الحال مع مدينة الموصل العراقية التي ما زال التنظيم يسعى إلى الحفاظ عليها.
القوات الأمريكية دربت قرابة 5 آلاف جندي عراقي لغرض المشاركة بعملية استعادة المدينة، إلا أن القوات العراقية مع ذلك لا تزال تبدو غير مستعدة لخوض معركة تحرير الموصل في حين تبدو القوات الكردية أكثر جاهزية في حال قررت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتماد عليها.
خسارة التنظيم لمدينة الرقة يمكن أن يكون بمثابة إعلان شهادة وفاة للتنظيم، خاصة أن التنظيم يعتبر الرقة عاصمة لدولته، منذ أن سيطر على المدينة قبل عامين.
مركز الشرق العربي