في لقاء تلفزيوني على شاشة “تلفزيون سوريا”، أمس الثلاثاء 8 نيسان(أبريل)، قال المفكر والأكاديمي السوري الدكتور برهان غليون لا خلاص لسوريا دون مصالحة وطنية وعدالة انتقالية وشراكة شعبية حقيقية، وذلك في أول ظهور إعلامي له من داخل العاصمة السورية دمشق منذ أكثر من عقد.
وأعرب غليون عن تفاؤله بمستقبل سوريا، رغم حجم التحديات التي تواجهها البلاد، مشددًا على أن الشعب السوري، بكرمه وأخلاقه وتاريخه في التعايش، هو رأس المال الحقيقي لبناء وطن موحد ودولة ديمقراطية عادلة.
وقال المفكر السوري، إن الحكومة السورية الجديدة، بتشكيلتها التكنوقراطية، أمام إرث ثقيل من الفساد والدمار والانقسام والعقوبات الدولية.
ووفقًا لغليون، فإن تجاوز هذا الوضع يتطلب رؤية شاملة تشمل العمل على ضبط الأمن، وإعادة الإعمار، وإنهاء الفصائلية، وتحقيق المصالحة الوطنية، وتفعيل مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد.
اعتبر المفكر والأكاديمي السوري، أن أولى خطوات النهوض تبدأ بإطلاق عملية عدالة انتقالية حقيقية، تميز بين الأبرياء والمجرمين، وتحمي المواطنين من الانتقام الطائفي أو الشخصي.
وأضاف أن إعادة اللحمة الوطنية تتطلب حوارًا وطنيًا مفتوحًا تشارك فيه كل الأطياف، بعيدًا عن الهيمنة الرسمية، داعيًا إلى تأسيس ملتقى وطني مستقل يضم رجال الدين والمثقفين ورجال الأعمال والسياسيين، ويناقش هموم الناس وشكاواهم السياسية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية.
وأكد غليون، أن السوريين خرجوا من “محنة وطنية تشبه الموت”، وهم مثقلون بالجراح النفسية والمادية، لكنهم قادرون على النهوض من جديد إذا توفر لهم من يستمع إليهم ويقودهم بروح وطنية.