كشفت وزارة الدفاع الروسية، يوم الجمعة، أنها عرضت على شركائها الغربيين إنشاء مركز استشاري في العاصمة الاردنية عمان من أجل التنسيق بشأن سوريا، لكن واشنطن رفضت العرض.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف قوله إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بادر إلى إجراء مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي آشتون كارتر بهذا الشأن يوم 19 كانون الثاني الماضي، لكن الجانب الأمريكي ألمح بوضوح إلى أنه “لا يرى أي فائدة في ذلك”.
وأضاف أنطونوف أن وزارة الدفاع الروسية عندما وافقت على توقيع المذكرة الخاصة بأمن التحليقات في سوريا مع العسكريين الأمريكيين، وكانت تعتبر تلك المذكرة انطلاقة لتنسيق دولي في محاربة الإرهاب، إذ عرض الجانب الروسي على شركائه حزمة من إجراءات التعاون، بما في ذلك تبادل المعلومات حول الأهداف الإرهابية في سوريا، وفتح قنوات اتصال، وبذل جهود مشتركة لإنقاذ الطيارين في حال وقوع كوارث جوية.
وأوضح انطونوف قائلا “لكن الأمريكيين رفضوا جميع هذه المقترحات الروسية، مبررين موقفهم هذا بأن أهداف روسيا والولايات المتحدة في سوريا مختلفة تماما”.
بدورها قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون), يوم الأربعاء الماضي, إن الطائرات الحربية الأميركية والروسية تواصل عملياتها في أجواء سوريا دون أن يضايق بعضها بعضا، وذلك بعد نحو اسبوع من مباحثات روسية امريكية عسكرية حول موضوع السلامة الجوية في العمليات العسكرية فوق سوريا.
وكانت الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وقعتا العام الماضي مذكرة تفاهم في شأن سلامة الطيران فوق المجال الجوي السوري.
وفي سياق آخر، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن تركيا تنتهك اتفاقية “السماء المفتوحة” بشكل “منهجي”، واصفة هذا الموقف بأنه “سابقة خطيرة”.
وأوضح أنطونوف أن هذه الحادثة لم تكن أول انتهاك أقدمت عليه أنقرة لتلك الاتفاقية الدولية المعنية “بضمان شفافية النشاط العسكري”.
وقال أنطونوف، أنه “بدءا من شباط 2013 حظر الأتراك عمليات المراقبة في السماء فوق مواقع صواريخ “باتريوت” في جنوب تركيا. وفي عام 2014 ادعى المسؤولون الأتراك باستحالة ضمان أمن التحليقات في مناطق معينة من المجال الجوي التركي، بذريعة طلعات مكثفة للطيران الحربي المشارك في عمليات مكافحة الإرهاب. وفي تشرين الأول الماضي طلبت أنقرة من موسكو ضرورة تأجيل بعثة المراقبة الروسية، بحجة إجراء عملية لضمان الأمن”.
وأضاف أنطونوف أن “الجانب الروسي، استجابة للطلب التركي آنذاك، أجل تحليق المراقبة، لكن الجانب التركي في كانون الأول الماضي منع الطائرة التي أقلت المراقبين الروس من الدخول في جزء من المجال الجوي التركي المحاذي للحدود السورية ومحيط مطار ديار بكر الذي ترابط فيه طائرات حربية تابعة لحلف الناتو”.
بدورها أعلنت تركيا مؤخرا عدم التوافق مع روسيا حول، مسار طلعات المراقبة، التي طلبت موسكو إجرائها بالأجواء التركية، في الفترة الممتدة من 2 الى 5 شباط الحالي في إطار أتفاقية “السماء المفتوحة” الدولية، التي أُبرمت عام 1992، بين 34 دولة، منها تركيا وروسيا.
ويذكر أنّ معاهدة السماء المفتوحة التي بدأت حيز التنفيذ عام 2006 ، تهدف إلى تعزيز الانفتاح والشفافية في الأنشطة العسكرية للدول الأطراف في الإتفاقية، فضلا عن تعزيز الأمن والاستقرار.
واستناداً إلى الاتفاقية، فإنّ المعدل الوسطي للطلعات التي تجريها تركيا في الأجواء الروسية، تصل إلى 4 طلعات مراقبة سنوياً، فيما تجري روسيا طلعتين سنوياً في الأجواء التركية.
كما ذكر أنطونوف أن المسؤولين العسكريين الأتراك لم يؤكدوا التزامهم بمذكرة التفاهم الموقعة بين موسكو وواشنطن بشأن ضمان أمن التحليقات في شماء سوريا.
وأوضح أن “هذا الموقف التركي برز حتى قبل حادثة إسقاط قاذفة “سو-24″ الروسية من قبل سلاح الجو التركي يوم 24 تشرين الثاني الماضي”.
وبالإضافة إلى ذلك، أقدم الجانب التركي بشكل أحادي على إغلاق “الخط الساخن” الذي تم استحداثه في وقت سابق بين الطرفين لتفادي حوادث جوية غير مرغوب فيها، ولم تستجب العسكريون الأتراك لطلبات عاجلة من الجانب الروسي، حسبما أوضحه أنطونوف.
وشدد قائلا “وفي نهاية المطاف حدثت يوم 24 تشرين الثاني الماضي العملية الغادرة لإسقاط القاذفة الروسية، ما أدى إلى قتل عسكريين روسيين”.
وأعلنتتركيا في وقت سابق من العام الماضي عن اسقاط طائرة روسية “اخترقت أجوائها”, في 24 من شهر تشرين الثاني الماضي, اذ أسفرت الحادثة عن مقتل أحد الطيارين فيما نجا الآخر بعملية مشتركة روسية سورية, بحسب وزارة الدفاع الروسية، فيما نفت موسكو وجود أي “اختراق” للأجواء التركية , قائلةً إن الطائرة كانت عائدة إلى قاعدة “حميميم” باللاذقية, لتتخذ روسيا بعد ذلك إجراءات على شكل عقوبات اتجاه أنقرة, فيما تصاعدت الحرب الكلامية بين البلدين.
كما اتهمت تركيا مطلع الشهر الحالي الطيران الروسي بانتهاك اجوائها مجددا, رغم توجيه التحذيرات, مشيرة الى ان موسكو ستتحمل العواقب في حال واصلت انتهاك سيادتها, في حين نفت روسيا هناك أي خرق للأجواء التركية من قبل طائراتها في سوريا.
سيريانيوز