الأناضول: أكّد الناطق باسم الخارجية التركية “طانجو بيلغيج” الاثنين، أنّ التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”، لم يتخذ بعد قراراً بشأن التدخل البري في سوريا، وأنه يحق لكافة الدول المشاركة في التحالف (64 دولة)، إرسال قواتها البرية إلى سوريا، في حال تمّ اتخاذ قرار بهذا الشأن.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده “بيلغيج” في مقر الوزارة بأنقرة، تطرق خلاله إلى البيان الختامي لمؤتمر “مجموعة الدعم الدولي لسوريا”، الذي عقد قبل عدة أيام في مدينة ميونخ الألمانية، معتبراً ما جاء في البيان، فرصة جيدة لاستئناف محادثات جنيف الرامية لإنهاء الأزمة السورية وإحلال السلام فيها.
وأشار بيلغيج أنّ سبب تعليق محادثات جنيف، هو استمرار القصف الروسي ضدّ المدنيين في سوريا، واتباع النظام السوري سياسة التجويع من خلال محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وفيما يخص استهداف القوات التركية لمواقع “حزب الاتحاد الديمقراطي” (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، لفت بيلغيج إلى أنّ قصف تلك المواقع جاء تطبيقاً لقواعد الاشتباك المعلنة عنها دولياً. كما ذكر أن القوات التركية ردت بالمثل على اعتداء من الجانب السوري، استهدف مخفراً حدودياً تركيا اليوم في ولاية هطاي.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت أنقرة قد زودت موسكو بمعلومات عن استهدافها لمواقع “حزب الاتحاد الديمقراطي”، أكد بيلغيج أنه لم يتم تبادل المعلومات بهذا الشأن مع الروس، فيما يتم التنسيق بشكل مستمر مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد حليفا لتركيا.
وبخصوص موجة النزوح التي تشهدها عدة مناطق في ريف حلب الشمالي، قال بيلغيج، إنّ تركيا تسخر كافة إمكاناتها لخدمة اللاجئين السوريين، وإنها مستمرة في اتباع سياسة الباب المفتوح تجاههم.
وتابع الناطق باسم الخارجية التركية في هذا السياق قائلاً “المجتمع الدولي يعلم جيداً أنّ سبب نزوح الأهالي في ريف حلب باتجاه الحدود التركية، هو استهداف المقاتلات الروسية لمواقع المعارضة المعتدلة بشكل عشوائي، ودون التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وفي حال استمرار العمليات الجوية الروسية، فإنّ هناك احتمال أن تتشكل موجة لجوء جديدة باتجاه الأراضي التركية”.
وتعليقاً على ادعاءات بعض الأطراف، حول تعمد السلطات التركية إبقاء النازحين من مدينة حلب، داخل الأراضي السورية، من أجل تعزيز فرص إنشاء منطقة آمنة، قال بيلغيج “إنّ هذه الادعاءات مضحكة، لأنّ تركيا تحتضن أكثر من مليونين ونصف لاجئ سوري، وعلى الذين يطلقون مثل هذه الادعاءات، إعادة النظر في مواقفهم تجاه اللاجئين، فالاتحاد الأوروبي لم يتمكن من استيعاب بضعة آلاف من هؤلاء”.
وتطرق بيلغيج في ختام مؤتمره الصحفي إلى المحادثات الجارية بين تركيا وإسرائيل بخصوص تطبيع العلاقات بينهما، مشيراً أنّ الطرفين حققا تقدماً إيجابياً ملموساً في هذا الخصوص.
وأردف في هذا السياق قائلاً “تم تحقيق تقدم إيجابي في المحادثات الرامية لتطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، لكن هذه المحادثات لم تتكلل بعد بالنجاح التام، وفي حال إظهار الجانب الإسرائيلي للإرادة السياسية اللازمة في هذا الشأن، فإنه سيتم حل الخلاف القائم منذ الاعتداء الاسرائيلي على سفينة “مافي مرمرة” التركية في أيار/ مايو 2010.