الثقافة والفن هما مرآةٌ تعكس وجه أي مجتمعٍ من المجتمعات، وتبرهن على تطور وتحضّر هذا المجتمع أو ذاك، لذا لا بد لأي مجتمعٍ يسير في درب النمو من دعم هذين القطاعين المهمين مهما كانت الظروف.
شاهد… قصة أم أحمد لتتعرف على #انتهاك_الحقوق وضياعها
منذ تحرير مدينة إدلب قبل حوالي 5 أعوامٍ كانت الحياة الثقافية منعدمةً بشكلٍ كاملٍ، فلم يكن هناك تشجيعٌ عليها أبدا بحكم ظروف الحرب والحالة الأمنية السائدة وهجرة معظم الفنانين الى خارج البلاد.
لكن في عام 2018 تم إعادة تأهيل المركز الثقافي في مدينة إدلب وافتتاحه، وبدأ بالعمل ضمن شروط توفر الحد الادنى من مقومات العمل الفني، وفعلاً عرض فيه عددٌ من المسرحيات التي تحاكي مشاكل الناس وطموحاتهم، مثل مسرحية طب القاطع و مسرحية سرداب الموت وكان لعرض مثل تلك المسرحيات أثرٌ كبيرٌ في نفوس الحاضرين، إذ أن مدرجات المسرح امتلأت عن آخرها.
تزامن ذلك مع موافقة مديرية الثقافة المخولة بالإشراف على النشاط الثقافي وإدارته، على عدة معارض فنيّةٍ، عُرضت فيها لوحاتٌ لفنانيين يقيمون في المناطق المحررة، مثل معرض الفنان المتخصص بالمدرسة التكعيبية عمار سفلو والفنان التشكيلي عدنان كدرش .
التقينا أبا الوليد عليان أحد العاملين في المركز الثقافي وسألناه عن إحياء الحياة الثقافية وأبرز ما يواجهها فقال:
“الأمور تسير نحو الأفضل ومن الطبيعي أن تظهر الثقافة في المحرر بشكلٍ ضعيفٍ وبدائيّ، بعد كل سنوات الحرب، اليوم نشاهد تشجيعاً على العمل الثقافي والفني ولكن ضمن حدود الشرع والدين”
تلك الإجابة الأخيرة تأخذنا إلى تساؤلاتٍ عن معوقات العمل الفني في الشمال السوري وبالأخص في إدلب، فلا يوجد رصدٌ ماليٌّ للأعمال الفنية، ولا اهتمامٌ من المنظمات بالعمل الثقافي أو الفني، فالتوجه العام مايزال يركز على الإغاثة، ولعل هذا ما يضعف هذا القطاع رغم أهميته الكبرى في المجتمع .
يبقى مثل هذا البحث واسعٌ وكبيرٌ متعدد المشاكل محصور الحلول بما يطرأ على المجتمع من تغيراتٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ، ويحتاج إلى الكثير من الجدية من قبل الحكومة المسؤولة عن الوضع العام.
ولا شك أن تحسين صورة هذا المجتمع أمام العالم أمرٌ هام جداً للانطلاق ومواكبة ركب التطور والاندماج مع العالم، والخروج من قوقعة الحرب ومآسيها، إلى عصر جديدٍ مختلفٍ كلياً.
المركز الصحفي السوري
ضياء عسود
عين على الواقع