تواصل وسائل إعلام خليجية تابعة لدول الحصار المفروض على قطر نشر تقارير تهاجم الدوحة وتتهمها بدعم الإرهاب، وذلك في إطار سياسة ممنهجة تتبعها هذه الوسائل منذ إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في الخامس من الشهر الماضي.
وفي جديد حلقات هذه الاتهامات، استند إعلام دول الحصار هذه المرة لمقال نشره مسؤول أمريكي سابق في صحيفة “نيويورك ديلي نيوز” الأمريكية اتهم فيه قطر بأنها “تتحمل جانبا من مسؤولية هجمات الحادي عسر من أيلول/سبتمبر”.
وزعم الرئيس السابق لـ”لجنة مكافحة الإرهاب” ريتشارد كلارك الدوحة بأنها “آوت واحدا من أخطر الإرهابيين في العالم، وحمايته وحرمان أجهزة الأمن الأمريكية من القبض عليه”، في إشارة منه إلى خالد شيخ محمد الذي يتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول.
ويذكر المسؤول الأمريكي ما قال إنها تفاصيل الاتصالات التي جرت بين السلطات الأمريكية والقطرية لاعتقال خالد شيخ محمد في العام 1996 قبل أن تعلن الدوحة انه غادر الدوحة، حسب ما يقول كلارك.
ويزعم المسؤول المختص بالشؤون الاستخباراتية والأمنية أن أحداث الحادي عشر من أيلول لم تمت لتقع لو تعاونت الدوحة مع الولايات المتحدة في اعتقاله شيخ محمد، مضيفا أن “الحقيقة الواضحة أن قطر وفرت فعليا ملاذا لقادة وجماعات إرهابية، وهذا الأمر ليس جديدا بل هو مستمر منذ 20 عاما”.
ومن اللافت أن وسائل الإعلام في دول الحصار توحدت في تناول مقال المسؤول الأمريكي الذي عمل مع إدارة بل كلينتون وبوش الابن، واحتفت به وأفردت له مساحات كبيرة، وصولا لاستكتاب من سمتهم خبراء ومختصين للحديث عن هذا الموضوع، فيما اتفقت كل من قناة العربية السعودية وسكاي نيوز الإماراتية على إبراز المقال وطرحه للنقاش والبحث.
كما أن وزير الدولة للشؤون الخارجية في دول الإمارات أنور قرقاش، عمل أيضا على إعادة نشر المقال على حسابه الخاص في موقع “تويتر”.
كما أن وزير الدولة للشؤون الخارجية في دول الإمارات أنور قرقاش، عمل أيضا على إعادة نشر المقال على حسابه الخاص في موقع “تويتر”.
علاقة بأبو ظبي
ويمكن اعتبار المقال في إطار رأي لمسؤول أمريكي ضد قطر التقطه هذه الوسائل لاستثماره في حملتها ضد الدوحة، إلا انه وبعد البحث في السيرة الذاتية والمهنية لريتشارد كلارك تظهر العلاقة التي تربطه بدول الإمارات وتحديدا حكومة أو ظبي.
يترأس كلارك معهد الشرق الأوسط في واشنطن الذي كان يعاني من ضائقة مالية قبل تمتد له يد العون من السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة بخمسة ملايين دولار، لتبدأ مرحلة من التعاون بين الطرفين كان إحدى ثمارها المقال المنشور في “نيويورك ديلي نيوز”.
كما يعد كلارك مساهما في “غود هاربور إندكس” المختصة بالأمن الداخلي والقضايا الدفاعية والسياسية، التي تديرها شركة “غود هاربور كونسولتينغ” ومقرها أبو ظبي، في حين يشير معهد واشنطن في صفحته على الانترنت بأن كلارك يعمل مراكز وهيئات أخرى، بما في ذلك جامعة خليفة بأبو ظبي ومستشارا للعديد من شركات أمن تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الرابع والعشرين من أيار/مايو في العام 2012 نشرت قناة العربية على موقعها في الانترنت تقريرا عن إطلاق مشروع “أبو ظبي للاستثمار” صندوقا بـ100 مليون دولار، يشير التقرير إلى أن كلارك هو أحد أعضاء المجلس الاستشاري للمشروع.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيه معلومات عن استعانة الإمارات العربية المتحدة بدبلوماسيين أمريكيين سابقين ومراكز دراسات أمريكية لتسويق سياساتها في المنطقة، من بينها تلك التي كشفت عنها تسريبات البريد الإلكتروني للسفير العتيبة في واشنطن.
عربي 21