لانتشار البطالة بين السوريين، باتت مهنة تكرير النفط بالطرق البدائية مهنة الكثيرين في المحافظات الشرقية الغنية بالنفط، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر.
ما مصير العقارات التي تم شراؤها في الشمال السوري دون وجود أوراقٍ ثبوتيّةٍ رسميّة
أفادت مصادر إعلامية محلية بالأمس، أن انفجاراً ضخماً وقع صباحاً في الحراقات النفطية بقرية حاوي ذيبان، بالقرب من حقل العمر ومدرسة السواقة سابقاً شرقي دير الزور، التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ما أسفر عن ارتقاء شخص وإصابة اثنين آخرين.
ترافق خروج المنطقة الشرقية من قبضة النظام في بداية سنوات الحرب بخروج الشركات النفطية المحلية والأجنبية، إثر العقوبات الدولية على قطاع النفط السوري.
عمد الأهالي لمواجهة قلة المحروقات وارتفاع أسعارها، إلى تكرير النفط بطرق بدائية تسببت بالضرر للإنسان والحيوان والنبات والبيئة بشكل عام.
تسببت الحراقات المنتشرة قرب المناطق السكنية وبشكل عشوائي وواسع إلى العديد من حالات الربو والأمراض الصدرية، فضلاً عن التهاب الأمعاء الفيروسي والأمراض الجلدية والسرطان، بسبب تلوث البيئة والهواء بالغازات والمواد الناتجة عن مخلفات تكرير النفط عن طريق الحراقات.
تعد هذه العملية مهنة خطيرة وتحتاج للدقة في العمل والحذر الشديد، وأسفرت خزانات التكرير عن مقتل الكثيرين والتسبب بالحروق البليغة فضلاً عن العمى وحالات بتر، نتيجة انفجارها المتكرر.
ذكرت مصادر محلية ازدياد عدد المراجعين من المناطق الشرقية وخاصةً محافظة الحسكة، لأخذ جرعات الكيماوي في مشفى البيروني في دمشق بشكل مطرد كل عام، حيث زار 1300 شخص عام 2013 المشفى، فيما بلغت النسبة مؤخراً بحسب الأطباء نحو 25% من نسبة السكان.
تؤكد مصادر طبية أن حرّاقات النفط تأتي في مقدمة الأسباب التي تساهم في زيادة انتشار السرطان في المنطقة، لاسيما سرطان الرئة والجلد عند الرجال والثدي عند النساء، ولا إحصائيات دقيقة حول الأمراض السرطانية والصدرية لتردي القطاع الصحي في المنطقة.
كما يؤدي تصريف مياه الحراقات الملوثة بمواد مشعة سامة وبقايا النفط التي تجد طريقها في نهاية المطاف إلى نهر الفرات، بتلوث مصدر المياه الوحيد الصالح للشرب في المنطقة، الذي يعتمد عليه الأهالي في سقاية المزروعات. وأسفر تلوث الفرات بدوره عن نفوق المواشي واحتراق النباتات المجاورة وتلك المسقية به.
أسست الإدارة الذاتية، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، “هيئة البيئة” في عام 2016، لتنظيم شروط عمل الحراقات وتحديد أماكنها، إلا أنها ماتزال بعيدة عن التطبيق والتنظيم في ظل تقاعس الأخيرة عن ضبط تلك الفوضى.
لابد من إيجاد حل بديل للتكرير البدائي وانعكاساته الخطيرة على الكائنات الحية والبيئة، التي من المؤكد سيترتب عليها نتائج وخيمة في السنوات القادمة.
تقرير خبري صباح نجم
المركز الصحفي السوري