الرصد السياسي ليوم الاثنين ( 14 – 12 – 2015)
بدأت أنقرة مفاوضات جديدة مع واشنطن حول تسيير طلعات جوية مشتركة لطائرات من طراز «إف 15 سي» الأميركية من قاعدة إنجرلك الجوية من أجل مراقبة وحماية الحدود التركية – السورية في المنطقة الممتدة على مسافة 100 كيلومتر تقريباً بين إعزاز وجرابلس، وذلك بضغط أميركي تجدد من خلال تصريحات وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر في شأن «ضرورة قيام تركيا بجهد أكبر لمنع تسلل عناصر تنظيم الدولة من وإلى سورية».
ولا يبدو أن الوعد التركي بإقامة جدار بارتفاع 4 أمتار على طول تلك المسافة والذي يفترض أن ينتهي العمل به في الصيف المقبل، يرضي تماماً واشنطن المستعجلة على إغلاق تلك المنطقة، خصوصاً مع إصرار الرئيس رجب طيب أردوغان على طلب إنشاء «منطقة آمنة» داخل الحدود السورية هناك، حتى لو كلف ذلك دخول قوات تركية على الارض.
وحتى الآن تعتبر تلك المنطقة الحدودية المعبر الأساسي لـ تنظيم الدولة الى تركيا، كما أنها معبر مهم لمواد الاغاثة والدعم اللوجستي والعسكري لمجموعات المعارضة السورية التي تدعمها تركيا، وإغلاق تلك الحدود بشكل نهائي سيعرقل وصول تلك المساعدات، ويحصر التواصل التركي بمجموعات المعارضة في حلب وإدلب من طريق باب الهوى في انطاكيا فقط.
كما تبدو أنقرة قلقة جداً من تمدد الأكراد في تلك المنطقة على طول الحدود السورية التركية من الحسكة شرقاً الى عفرين غرباً، ما سيتسبب في عزل تركيا جغرافياً وديموغرافياً، مع استمرار الاتهامات لقوات الحماية الكردية بتغيير ديموغرافية المناطق التي تسيطر عليها في شمال سورية وسعيها الى إعلان منطقة حكم ذاتي للأكراد على طول الحدود السورية – التركية.
وتبدو قضية الجدار في اعزاز مرتبطة أيضاً بإصرار أنقرة على التواجد عسكرياً في مخيم بعشيقة في شمال العراق، قرب الموصل، مع تواصل قوي مع العرب السنّة هناك، والحليف الكردي مسعود بارزاني.
في المقابل حذر نواب أكراد في البرلمان التركي من أن استمرار «عداء» أنقرة لأكراد سورية سينعكس سلباً على القضية الكردية داخل تركيا، ودعوا الحكومة التركية الى اعتماد استراتيجية تقوم على «تحالف المصالح المشتركة» والابتعاد عن أي تحالفات طائفية أو دينية، على اعتبار أن التعاون بين تركيا وأكراد سورية سيوفر عليها بناء الجدار الاسمنتي على الحدود.
من جهة اخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية امس إن إحدى سفنها الحربية وهي المدمرة «سميتليفي» أطلقت أعيرة تحذيرية على سفينة تركية في بحر إيجه لتفادي الاصطدام بها، وقالت إنها استدعت الملحق العسكري التركي لمناقشة الحادث. وذكرت وكالة «انترفاكس» للأنباء أن السفينة التركية لم تستجب لتحذيرات سابقة لكنها غيرت مسارها بعد إطلاق الأعيرة التحذيرية قبل أن تمر على مسافة 500 متر من السفينة الروسية.
الجيش الحر ينفي دعم روسيا
نفى مقاتلو الجيش السوري الحر الذين يحاربون القوات السورية النظامية في غرب البلاد تلقيهم أي دعم من سلاح الجو الروسي قائلين انه على العكس تماما تستهدفهم الضربات الجوية الروسية رافضين التصريحات التي أدلى بها الاثنين رئيس هيئة الأركان الروسية.
وقال تحالف منفصل تشكل في الآونة الأخيرة من جماعات المعارضة المسلحة ومن بينهم من يقولون إنهم من الجيش السوري الحر إن مقاتليه استفادوا بشكل غير مباشر من الضربات الجوية الروسية خلال معركة مع فصائل معارضة منافسة منها جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا لكنه نفى أي دعم روسي مباشر.
وكان المقاتلون يردون على تصريحات لرئيس هيئة الأركان الروسية فاليري جيراسيموف قال فيها الاثنين إن سلاح الجو الروسي ينفذ عشرات الضربات الجوية في سوريا كل يوم لدعم الجيش السوري الحر الذي يحارب -على حد قوله- الى جانب القوات السورية النظامية تنظيم الدولة.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن جيراسيموف قوله خلال اجتماع للملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين في روسيا ان عدد مقاتلي الجيش السوري الحر الذين يتقدمون في محافظات حمص وحماة وحلب والرقة يزيدون الآن على 5000 مقاتل.
وأضاف “عدد وحدات الجيش السوري الحر في تصاعد طوال الوقت. ولدعمهم فقط يقوم الطيران الروسي بما يتراوح بين 30 و40 ضربة في اليوم. كما يتم مدهم بالسلاح والذخيرة والدعم المادي”.
إيران تنفي خلافات مع روسيا بشأن سوريا
نفت إيران وجود خلافات مع روسيا حيال سوريا، وذلك على خلفية توارد معلومات عن قيام طهران بسحب قوات إيرانية من سوريا، وتأثر المصالح الإيرانية بالوجود الروسي.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية قوله إن “إيران وروسيا تقدمان مساعداتهما للجيش السوري لمحاربة الإرهاب بجدية”، مضيفا “نقيّم إيجابيا خطوات موسكو لمكافحة الإرهاب في سوريا بالتنسيق مع الحكومة السورية”.
وكانت تقارير استخباراتية دولية كشفت أن إيران بدأت في سحب قوات النخبة “الحرس الثوري الإيراني” من العملية العسكرية التي تقودها وتديرها روسيا في سوريا نتيجة خلافات كبيرة بين الروس والإيرانيين.
وذكرت شبكة “بلومبيرغ” نقلا عن مصادر استخباراتية أميركية أن طهران شرعت في سحب قوات الحرس الثوري من سوريا لأسباب عديدة، بينها الخسائر الكبيرة التي تكبدتها، وأيضا التكلفة المادية الكبيرة التي تدفعها بسبب مساندة نظام الأسد.
كما أشارت دراسة قام بها مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية إلى مناطق نفوذ طهران في العالم العربي ومشكلة الحضور الروسي الذي قد يؤثر على المصالح الإيرانية.
وورد في التقرير الذي يحمل عنوان “إيران والمنطقة والخطر الروسي” أنه “في أفضل الحالات إذا ما فرضنا أن العلاقات الإيرانية مع روسيا إستراتيجية وحيوية فإن إيران لا يمكن أن تضمن مصالحها القومية على ضوء ما يحدث من تدخل روسي واسع، خصوصا في مناطق النفوذ الإيراني في المنطقة”.
وزراء خارجية أصدقاء الشعب السوري يجتمعون في باريس
يعقد وزراء خارجية 11 دولة من أصدقاء الشعب السوري اجتماعاً تنسيقياً في باريس قبل أيام قليلة من اجتماع نيويورك، المفترض أن يعقد في 18 ديسمبر الحالي.
ويهدف الاجتماع إلى تنسيق المواقف والتحضير لاجتماع نيويورك المقبل والبحث في كيفية دعم المعارضة السورية.
واستطاعت فصائل المعارضة السورية التوصل إلى رؤية سياسية شاملة خلال مؤتمر الرياض، ونجحت في تشكيل الهيئة العليا للمعارضة التي ستشكل الوفد المكلف بالتفاوض مع النظام.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد