بعد الهزائم التي مُني بها جيش النظام السوري و الخسائر في الأرواح و العتاد، تطوعت عدد من الفتيات في جيش النظام بحجة الدفاع عن وطنهن و الوقوف إلى جانب الرجال في تلك المهمة.
ففي نهاية شهر نوفمبر تطوعت مئات الشابات من مدينة حمص و شاركن في معسكرات تدريب خاصة بهدف الانضمام إلى الميليشيات المقاتلة إلى جانب قوات النظام و ما يسمى بـ ” الدفاع الوطني “، ليتلقوا بعض التدريبات على حمل الأسلحة القتالية في معسكر مغلق تحت إشراف مختصين.
كما ظهر ما يسمى بـ ” اللواء النسائي ” في دمشق وذلك حسبما نقلت شبكة أخبار دمشق، و الذي استمر بتصوير ما يقوم به من عمليات عسكرية على مشارف مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية، إذ أعلن عن تشكيل هذا اللواء في صيف عام 2014 و الذي يتكون من حوالي 800 جندية متطوعة يقاتلن إلى جانب الجيش السوري، بينما أفاد معارضون سوريون بأن مهمة تلك الفتيات الرئيسية هي الظهور على شاشات التلفاز في محاولة لإظهار أن جيش النظام و ميليشياته هو جيش وطني يدافع عن أرضه.
كما أعلنت قناة روسيا اليوم الروسية أن الفتيات يخضن المعارك في صفوف الجيش السوري منذ عام 2013 ضد مسلحي المعارضة و ضد “الإرهابيين” في مختلف بقاع الأراضي السورية.
وأفادت عبير رمضان إحدى المتطوعات في جيش الدفاع الوطني في حمص لقناة روسيا اليوم بأن زوجها هو من شجعها على الالتحاق، بعد أن قال لها أن هناك كتائب سورية يعلمن النساء كيفية حمل السلاح فأحبت الفكرة و تسجلت بالمركز و كان القبول سهلاً، وقالت : ” قبل التحاقي لم أكن أعرف كيف أحمل السلاح، و لم أكن أجرؤ على الجلوس وحيدة في المنزل خشية أن يهاجمني أحد، فقمت بالتطوع لأن بلدي جريح و بذلك أفيد و أستفيد” مشيرة إلى تنسيق أوقاتها مع زملائها في العمل لتتمكن من التدرب و العمل في آن واحد.
قامت المعسكرات التدريبية على تدريب الفتيات على الرمي بسلاح الكلاشينكوف و البي كي سي و استخدام القنابل اليدوية بالإضافة إلى بعض الدروس الفنية، و يتم غالباً الانتساب إلى مثل تلك المعسكرات بشكل تطوعي و يكون الدوام موزع على عدة ساعات صباحية و أخرى مسائية.
كما كشف أحد التقارير التلفزيونية لإحدى القنوات الروسية وجود فتيات سوريات مجندات في جيش النظام كن قد تدربن في معسكرات احترافية، حيث تعاقدن مع الحرس الجمهوري لمدة تصل إلى عشرين عاماً، بالإضافة لظهور ما يدعى بـ ” لبوات الأسد ” و هنّ عبارة عن قناصات يعملن لدى نظام الأسد على خطوط الجبهات. و بعد أن نشرت صحيفة دمشق الآن الموالية للنظام السوري صوراً من تدريبات الأكاديمية العسكرية للفتيات في العاصمة دمشق، تضاربت ردات الفعل بين مؤيد و معارض، فعلّق أحد الموالين للنظام على تلك الصور قائلاً : ” هيك من يوم يومهن السوريات أخوات رجال و ما بينداس ع طرفهن قد الحمل عند الشدائد الله يحميكن ” ، و علق أحد المعارضين بقوله : ” من قلة الزلم صارت شبيحات الأسد تقاتل هلأ !”، فيما أفادت إحدى الفتيات ممن علقن على تلك الصور برغبتها بالانضمام لهن قائلةً : ” والله لو ما بيقصولي شعري لحتى روح “.
تختلف المعاني الإنسانية بين من حملن السلاح لقتل أبناء وطنهن، و بين النساء اللواتي قدمن فلذات أكبادهن للوطن شهداء عز عربوناً عن محبتهن له.
المركز الصحفي السوري – محمد تاج