تواجه مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور شمال شرق سوريا، هجوم حشري من الجراد الأصفر، الذي يهدد الزرع والمحاصيل للمنطقة.
فقدت غالبية أسرتها ولا تعرف مصير عقاراتها… تعرف على قصة عائشة
تداولت مصادر إعلامية محلية مؤخراً، مقاطع فيديو مصورة ظهرت فيها أسرابٌ من الجراد تقدر بالآلاف، تغزو ريف ديرالزور الشرقي، لاسيما في منطقة بلدة السيال بريف منطقة البوكمال قادمة من البادية، ومتجهة نحو مدينة الشعفة، والتي وصلتها بالأمس.
وقد وجه أهالي المناطق، عبر هذه المقاطع المصورة، نداءات استغاثة للتحرك، عقب اتخاذ الأسراب خط مسير يهدد المحاصيل الزراعية، كما ناشدوا الجهات المعنية بالتدخل السريع لوقف هذه الأسراب لتجنب وقوع كارثة بمحاصيل المزارعين.
وأثارت الظاهرة حالة خوف لدى أبناء المنطقة وخاصة وأنها تتزامن مع اقتراب نضج الموسم الشتوي من الحبوب كالقمح والشعير فضلاً عن البقوليات والخضروات.
تتقاسم كل من قوات النظام وميليشياته الرديفة من جهة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، من جهة أخرى السيطرة على محافظة ديرالزور.
تعد تلك الظاهرة بالطبيعية في هكذا أوقات من العام، وقد قدمت الموجة الحالية من الجراد من الحدود العراقية وغزت في الأيام الماضية الريف الشرقي لدير الزور، كالسيال والبوكمال بالإضافة إلى مناطق الباغوز والهجين والشحيل وما بينها، ساعدتها ظروف الطقس الدافىء وهبوب الرياح التي تمكنها من السفر وفق سرعات الرياح.
وشهدت منطقة ديرالزور بحسب شهادات المزارعين، ازدياد الحشرات بشكل عام عما كانت عليه في السنوات السابقة، نظراً لقلة المبيدات الحشرية، التي اعتادت المؤسسات الزراعية والروابط الفلاحية توفيرها سابقاً، وبات الحصول عليها صعباً للغاية ومكلفاً في ظل الحرب وتقاعس النظام وسلطات الأمر الواقع.
هذا وتعاني المنطقة منذ سنوات من تردي قطاع الزراعة البعلية والمروية بسبب موجات الجفاف وتأخر الأمطار من جهة، وصعوبات جر المياه ونقصها وعدم تولية السلطات المعنية في المنطقة الاهتمام بحل المشاكل وإيجاد الحلول.
ولابد من مواجهة الهجوم الحشري لأسراب جراد والتصرف سريعاً لدرء خطرها على المحاصيل الزراعية، من خلال توفير مبيدات مكافحة الجراد ومقاومته برشها بانتظام، وكان لابد من تشكيل لجان لمتابعة الموقف والتنسيق لإجراء عمليات المسح البيئي واستكشاف الجراد مبكرًا ووضع الخطة للتصدي للهجوم الحشري وهو ما تقاعست عنه النظام وسلطات الأمر الواقع.
لأسراب الجراد تأثير هائل على موارد الناس في المنطقة فيما لو استقرت تلك الأسراب، لاسيما وأن الكثير من الأهالي في هذه المناطق ليس لديهم ما يكفيهم من الطعام ويعتمدون على مردود محاصليهم للعيش في ظل الغلاء وانتشار الفقر.
يُذكر أن إحصائية للأمم المتحدة بيّنت ارتفاع نسبة السوريين الذين يفتقرون للمواد الغذائية الأساسية بنحو 1.4 مليون سوري في الداخل خلال 6 أشهر العام الماضي، وأن نسبة من هم تحت الفقر ارتفعت ل90٪.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع