ضية الفتاة السورية التي تدرس الطب في سوريا، والتي فوجئت بوجود جثة شقيقها على طاولة التشريح، مما أحدث صدمة بالغة لديها، ولدى الرأي العام الذي تابع القضية بأكبر قدر من الإحساس بالصدمة للحال التي يعيش فيها السوريون في ظل نظام الأسد الذي لا يمتنع عن الجمع بين جثة أحد ضحاياه الذي كان معتقلا لديه، وبين شقيقته التي تدرس الطب، على طاولة التشريح.
إلا أن نظام الأسد قلق واهتزّ إعلاميا واجتماعيا لذلك الخبر الذي يكشف حجم الإجرام الذي بلغه، فكشفه أكثر فأكثر، ليس أمام معارضيه الذين يعرفون أكثر من سواهم حجم وحشيته، بل أيضا أمام أنصاره الذين أعلنوا ما يشبه “النفير العام” للرد على قضية الجثة الطازجة، وسخّر النظام كل ما يملك من وسائل التواصل الاجتماعي والمؤسسات الحكومية التابعة له، لنفي ذلك الخبر الذي زرع الرعب بين السوريين وكل من تابع تفاصيله.
ولأن الخبر مرتبط، في شكل مباشر، بمنظومة كلية الطب البشري، فإن النظام السوري أوعز لعميد الكلّية الدكتور حمود حامد، للتشويش على الخبر، محاولة منه لطمس معالم تلك الفضيحة التي أضيفت إلى سجله المليء بأمثالها. فظهر عميد كلية الطب على إحدى الإذاعات التابعة للنظام ليقول ساخراً من حرمة الجثث: “قالوا إن الأستاذ أخبرهم بإحضار جثة حديثة طازجة. وهل نحن نبيع السمك كي نحضر لهم جثة طازجة؟!” ويتابع ساخراً: “الجثث الطازجة موجودة في الطب الشرعي”. ثم سعى إلى نفي الحادثة بكل السبل، إلا أن تعامله باستخفاف وسخرية من حرمة الجثث “الطازجة” لدى قوله “نحن لا نبيع السّمك” كشفت لدى كثير من المتابعين أن من يسخر بهذا القدر من حرمة الموتى، لا يأبه أصلا بمواجهة طالبة طب بجثة شقيقها على طاولة التشريح التعليمي. كما عبر كثير ممن تابعوا تفاصيل الحوار.
إعلامي إلكتروني مقرب من عائلة الأسد يدعى وسام الطير، استجاب للإيعاز الرسمي بمحاولة طمس حقيقة الخبر، فأطلق حملة على صفحته الفيسبوكية الشخصية، ثم على موقعه الإلكتروني “دمشق الآن” الذي يديره بتمويل من قصر الأسد مباشرة، ونشر تقارير مختلفة محاولة منه لتخليص نظامه من آثار تلك الفضيحة الجديدة.
ونشر موقع “العربية.نت” بتاريخ الثاني من الجاري، تقريراً صادماً عن طالبة طب سورية، فوجئت بجثة شقيقها على طاولة التشريح التعليمي، وأحدث الخبر صدمة بالغة في جميع الأوساط العلمية والإعلامية والسياسية التي رأت في ذلك الجمع ما بين جثة معارض سوري كان النظام قد اعتقله وأخفاه منذ سنوات، وشقيقته طالبة الطب، نوعاً جديدا من إجرام الأسد بحق السوريين وصل درجة من “الوحشية السوريالية” كما وصفها بعض الذي تابعوا تفاصيل الخبر.
وجاء في تفاصيل الخبر أن الدكتور المدرّس لمادة التشريح قال لطلابه قبل لحظات من بدء درس التشريح: “اليوم أحضرنا لكم جثة طازجة” مستخدما تعبيرا شاميا دارجاً على ذلك: “ما باس تمّا إلا إمّا”. كما جاء في تلك الواقعة التي أماطت اللثام عن وحشية جديدة في سلوك رئيس النظام السوري بشار الأسد.
موقع هيوفنغتون بوست عربي