٤٠٤ من الشهداء المدنيين وعشرات المفقودين ومئات الجرحى جراء محاولة السوريين الدخول إلى الأراضي التركية بطرق شتى، للنجاة بأرواحهم المتعبة نتيجة الحرب والقصف المستمر ولكن مع ذلك واجهوا الموت الذي يهربون منه.
_الطرق التي سلكها السوريون للعبور إلى تركيا:
تتوزع الطرق التي سلكها السوريون للوصول إلى تركيا على طول الشريط الحدودي لريف إدلب واللاذقية وحلب ومنها أطمة و كفرلوسين وحارم ودركوش والحامضة وبابسقا وغيرها من الطرق الأخرى، التي حاول السوريون من خلالها قطع الحدود بشكل غير نظامي وقد تنوعت السبل التي اتبعوها، فاتخذوا الطرق السهلية و الجبلية التي كانت سبباً في انتهاء حياة بعضهم برصاص الجندرمة التركية أو السقوط نتيجة الصخور الوعرة، عدا عن المشي بين الجبال المرتفعة لساعات وربما لأيام.. وكذلك العبور عبر الماء بالطوافة فالكثير منهم قضى غرقاً كالطفل “سالم المحمد” البالغ من العمر ١٠ سنوات والتي تحدثت أمه قائلة: كان الجو بارداً والأرض موحلة والليل معتم كالح ،ركبنا الطوافة كنت خائفة لدرجة أني أحسست بانعدام الهواء وممسكة بطفلي “سالم” بكل قِواي ولكن مالبثَت الطوافة أن انقلبت بنا ليموت ابني غرقاً…
–المبالغ المتزايدة التي يقدمها السوريون للمهربين:
في بداية الثورة كانت المبالغ لاتتجاوز ٥٠٠ ليرة سورية للعبور إلى تركيا أي مايعادل ١٠ دولارات في ذلك الوقت…
ثم بدأت المبالغ تتزايد، ففي عام ٢٠١٤ تراوحت التكلفة بين ٥٠ إلى ٢٠٠ دولاراً…ويعتبر هذا المبلغ في ذلك الوقت كبيراً ..لترتفع الأسعار التي فرضها المهربون بين عامي ٢٠١٥ و٢٠١٧ لتصل إلى ١٥٠٠ دولاراً….حتى عام ٢٠١٨ فقد وصلت المبالغ إلى ٣٠٠٠ آلاف دولاراً ومثال ذلك “حنان” والتي دفعت مقابل دخولها ٢٥٠٠ دولاراً بعد عدة محاولات فتقول: حاولت ٣ محاولات وفي كل مرة يتم تغيير الطريق من قبل المهرب ومع كل محاولة يرتفع المبلغ إلى أن تمكنت من الدخول ووصل المبلغ الذي دفعته للمهرب إلى ٢٥٠٠ دولاراً.
— تَغيير معاملة قوات أمن الحدود(الجندرمة التركية) مع السوريين
لقد تغيرت معاملة الجندرمة التركية مع السوريين عن بداية الثورة ففي بدايتها كان حرس الحدود يساعدون السوريين بحمل أطفالهم وحقائبهم ومد يد العون للعجزة منهم وتقديم الطعام و الدفء لهم، ثم بدأت هذه المعاملة الحسنة تتغير تباعاً على مدى أعوام الثورة حتى وصلت بحرس الحدود إلى الإهانة والضرب وخصوصاً للشباب من السوريين، وإطلاق الرصاص العشوائي والمباشر تجاه السوريين عبر الحدود مما أدى إلى موت العديد منهم ،ومثال ذلك الشاب “فياض العمر” الذي قتل بإحدى الرصاصات الموجهة إليه من قبل الجندرمة أثناء محاولته العبور إلى تركيا….وللحديث عن أسباب تغيير معاملة الجندرمة التركية تجاه السوريين نذكر: الحفاظ على أمن بلادهم وخصوصاً بعد دخول أشخاص عبثوا باستقرار وأمن تركيا وحدوث عدة تفجيرات فيها، كذلك العدد الضخم لأعداد اللاجئين الوافدين على اختلاف جنسياتهم إليها، إضافة إلى ارتفاع الأصوات التي تطالب برحيل السوريين إلى غير ذلك من الأسباب الأخرى …
ليبقى السوريون أمام خيارين لا ثالث لهما إما البقاء في سوريا تحت قذائف الإجرام وطيران النظام، أو محاولة الدخول إلى تركيا عبر الحدود حيث المجهول، تلك الحدود التي تمتد على مسافة ٩٠٠كم يحوطها شبح الموت حيث تتركز أغلب محاولات التهريب في الجزء الغربي منها.
المركز الصحفي السوري _ خيرية. حلاق