كحال كل الغزاة الطامعين، تسعى كل من روسيا وإيران لاستثمار تواجدها ونهب خيرات سوريا بدعوة من النظام لهما بالتدخل لإنقاذه من السقوط.
لقي مهندس نفط إيراني مصرعه برصاص القوات الروسية، بحسب مصادر إعلام محلية، إثر مشادة كلامية على بوابة حقل التيم النفطي بريف ديرالزور بين عناصر حراسة روس ومهندس نفط إيراني، لدى طلب الأخير لقاء الضابط الروسي المسؤول عن الحقل لإبلاغه بتوقيع عقد مع النظام يتيح للإيرانيين التنقيب عن النفط في منطقة البوكمال.
إلا أن عناصر الحراسة رفضوا ذلك رغم إظهار المهندس الإيراني بطاقة أمنية، ليقوم مرافقته بإطلاق النار في الهواء مما دفع الحراس بالرد بإطلاق النار باتجاههم وقتل المهندس.
وكانت قوات النظام والميليشيات الرديفة قد تمكنت من استعادة السيطرة على حقل التيم النفطي من مقاتلي تنظيم الدولة “داعش” في أيلول عام 2017.
وذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام، مطلع الشهر الجاري، أن وزارة الاقتصاد التابعة للنظام، وافقت على طلب شركتين روسيتين لافتتاح شركتين لهما في دمشق، للتنقيب عن النفط والغاز وإنتاجه، عقب شهور من حصول إيران على عقود تنقيب عن النفط في منطقة البوكمال.
تعود أسباب التنافس الروسي الإيراني في محافظة ديرالزور لغناها بموارد الطاقة وموقعها الاستراتيجي على الطريق الدولي ومتخامتها للعراق الذي يعد بوابة إيران لنقل السلاح والذخيرة والمقاتلين.
دخلت روسيا خريطة السيطرة على موارد النفط، عقب تدخلها العسكري المباشر لصالح النظام في أيلول 2015، حيث حظيت بعقود تنقيب عن الثروات الباطنية وتعهدات بإعادة تأهيل آبار النفط والغاز المتضررة نتيجة الحرب.
تنتشر حقول النفط والغاز في سوريا في محافظتي الحسكة ودير الزور بالدرجة الأولى، والرقة وريف حمص الشرقي وريف دمشق بالدرجة الثانية. وكان النظام قد خسر بعد اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، السيطرة على معظم منابع النفط والغاز لصالح تنظيم الدولة سابقاً وقوات سوريا الديمقراطية حالياً.
وتأثر القطاع النفطي بمجريات الحرب المندلعة، لتبلغ خسائر القطاع 74.2 مليار دولار، بحسب تصريح وزير النفط السوري علي غانم العام الماضي.
في مؤشرٍ على تنافس نفوذٍ متنامٍ بين اللاعبين البارزين في الساحة السورية، عملت روسيا خلال الأشهر المنصرمة على استقدام ميليشيات الفيلق الخامس ولواء القدس إلى ديرالزور، ولاسيما المنطقة الممتدة من مدينة الميادين حتى البوكمال التي تتخذها إيران مركزاً لميليشياتها.
كما عمدت روسيا مؤخراً إلى اتخاذ مقرات لها في معاقل الميليشيات الإيرانية بديرالزور، كان أبرزها بلدة حطلة التي تعد المعقل الرئيسي لإنطلاقة المشروع الإيراني في ديرالزور منذ ثمانينات القرن الماضي، في خطوة للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.
كما يتجلى التنافس بين الطرفين في استقطاب وتجنيد أبناء المنطقة من الشبان، لتشكيل قوى تابعة تتلقى الأوامر بشكل مباشر وكذلك الدعم والذخيرة من كل منهما.
وازدادت حوادث فقدان الاتصال بعناصرهما في مناطق سيطرة كل منهما، وسط اتهامات متبادلة بالتورط فيها، بهدف نشر الرعب ومنع دخول مناطق نفوذ الأخرى.
لطالما شهدت المحافظة توتراً متكرراً بين الميليشيات الإيرانية والميليشيات الروسية، تطورت في بعض الأحيان لاشتباكات أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
تبقى سوريا ساحة صراع خفي بين إيران روسيا تحت سقف تحالف مزعوم يتفق فقط على الإبقاء على الأسد في سدة الحكم.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري