تتصدر معركة عين عيسى، 47 كم شمال الرقة، بين الجيش الوطني مدعوماً بالجيش التركي من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى الملف الميداني للقضية السورية.
ولطالما شهدت منطقة عين عيسى المتاخمة لمنطقة نبع السلام، اشتباكات متقطعة متكررة بين الطرفين دون أي تغير على خارطة السيطرة بينهما، الأمر الذي تغير قبل أيام بسيطرة الجيش الوطني على قريتي المشيرفة وجهبل على المدخل الشرقي لمدينة عين عيسى.
وكانت تركيا، عبر الجيشين التركي والوطني، قد أطلقت عملية نبع السلام في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، ضد قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا، سيطرت من خلالها على مساحة تقدر بـ 4875 كم مربع في محافظتي الرقة والحسكة.
وتضم منطقة عين عيسى، التي تشهد توتراً متصاعداً منذ نحو شهر، نقاط تمركز لقوات النظام وقاعدة للقوات الروسية، التي تمكنت من دخول البلدة في إطار تفاهمات تم التوصل إليها بين تركيا وكل من أمريكا وروسيا، وعلّقت بموجبها عملية نبع السلام.
وتحظى ناحية عين عيسى بأهمية كبيرة لدى الإدارة الذاتية لموقعها الاستراتيجي حيث تتحكم بعقدة وصل بين مناطق الإدارة شرق نهر الفرات وغربه، ولدى الروس كونها تقع على طريق M4 الذي تسعى روسيا جاهدة لفتحه منذ عام 2019 انطلاقاً من المناطق الواقعة في محافظة إدلب وحتى مناطق شمال وشرق سوريا، ولدى تركيا كونها بوابة التقدم نحو معاقل الإدارة الذاتية.
وتعمل روسيا على ابتزاز قوات سوريا الديمقراطية لتسليم المنطقة للنظام لوقف الزحف التركي وهو ماترفضه قوات سوريا الديمقراطية حتى الآن، موافقة على تسليم مداخل ومخارج عين عيسى فقط، ومحملة روسيا مسؤولية الهجوم على عين عيسى.
يحمل هذا الاتفاق المرَّ في طياته لقوات سوريا الديمقراطية، لأنه يفضي إلى دخول قوات النظام إلى مركز قوة الإدارة الذاتية، كما يسمح لروسيا ببسط نفوذها على ضفاف الفرات، لدرء توغل تركي يهدد مشروع الإدارة الذاتية.
وقد شهدت بلدة عين عيسى في اليومين الأخيرين تحركات عسكرية روسية تمثلت بوصول تعزيزات روسية ضخمة، ضمت عشرات الشاحنات الثقيلة والمدرعات العسكرية، برفقة عدد من العناصر إلى القواعد الروسية وتمركزات النظام في المنطقة. كما أنشأت القوات الروسية أول أمس قاعدة جديدة في قرية كالطة جنوب عين عيسى بالتزامن مع وصول عشرات الشاحنات المحملة بمعدات عسكرية ولوجستية إليها .
تواصل روسيا انتهاج سياسة تمكين النظام من استعادة السيطرة على البلاد وتعويمه بعيداً عن أي حل سياسي، لتوسع قوات النظام انتشارها في محافظة الرقة بعد نحو 6 سنوات من خروجها الشبه التام منها أواخر 2013.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري