الأمية هي أكبر داء يواجه المناطق التي تقع تحت رحمة الحروب، فالحرب تخفض من نسب التعليم و ترفع معدلات الأمية وتطرد الأطفال من مقاعد الدراسة إلى الشوارع، وهذا ما بدا واضحا في مناطق الشمال السوري، فالأطفال المتسربين من المدارس يعدون بالآف، والأطفال الذين فقدوا الحق في التعليم في ازدياد.
الطفل إبراهيم الحسين 11 عاما النازح من منطقة كفروما في جبل الزاوية، لا يستطيع القراءة أو الكتابة لتركه المدرسة منذ سنوات، حتى إنه يستخدم برامج التواصل الاجتماعي كالوتساب فقط عن طريق الرسائل الصوتية من دون القدرة على الكتابة والقراءة.
قال لنا ” تركت التعليم و أنا في سن صغير و أنا الآن أمي بالكامل، لا استطيع قراءة كلمة واحدة ولا استطيع الجمع والطرح ولو بشكل بسيط “.
كذلك يعاني الطفل أحمد اليوسف 12 عاما من مهجري معرة النعمان، من عدم القدرة على الكتابة والقراءة، بل إنه يعمل ليعيل اسرته، وهو يتمنى العودة للتعليم قبل فوات الأوان، و حدثنا عن وضعه التعليمي وعن أسباب ترك المدرسة و وصوله لهذه الحالة و قال ” أنا اتمنى لو كنت قادر على التعليم والعودة لمقاعد الدراسة، لكنني هنا منذ سنتين ولا أملك القدرة على الستجيل في المدرسة أو تلبية احتياجاتها من دفاتر وكتب وحقيبة و لباس “.
لا توجد نسب أو إحصاءات رسمية ودقيقة فيما يخص نسبة الأمية والتسرب من المدارس في المناطق المحررة، و لكن من خلال سؤالنا لوزارة التربية و مديريتها في إدلب وجدنا أن النسبة تفوق ال 20 % و هي تزداد كل يوم و بشكل متسارع، و هنا يبرز دور المنظمات المهتمة بالواقع التعليمي.
توجهنا إلى أحد تلك المنظمات و تحدثنا بهذا الخصوص، منظمة شفق التي تدير عدة مدارس في مدينة إدلب و تقدم لها الكثير من الخدمات كي تبقى مستمرة بالعمل، يحدثنا الاستاذ ضياء نينال مدير برنامج التعليم في منظمة شفق، عن بعض الخدمات والمشاريع التعليمة لمنظمة شفق في الداخل السوري.
حيث قال لنا الاستاذ ضياء ” نحن ندير عشر مدارس و لكن رغم ذلك، تبقى هناك مئات المدارس دون أي دعم والأساتذة منذ شهور لم يستلموا قرش واحد “.
و عند سؤالنا للأستاذ ضياء عن صعوبات التعليم تحدث عن كثير من المشاكل تبدأ بالوضع الأمني و الحرب و و أيضا فيروس كورونا والتعليم عن بعد و لا تنتهي بالدعم المنقطع عن المدارس و المدرسين، قال ” بسبب كورونا تعطل التعليم بشكل واضح بل و زادت معاناة الناس لأن الكثيرين لا يملكون ثمن الهاتف أو الانترنت، و هم في الخيام لكي يتابعوا تعليم أطفالهم عن بعد “.
يبقى السؤال إلى متى سيستمر هذا الواقع المزري للتعليم في مناطق الصراعات والحروب، في ظل عدم وجود أي بارقة أمل أو مسودة حل منتظر قريب.
بقلم : ضياء عيسود