يواجه قطاع التعليم في سوريا تحديات كبيرة منذ أكثر من عقد، حيث أثرت الحرب والنزوح والتحديات الاقتصادية على العملية التعليمية، إلا أن الجهود مستمرة لإعادة بناء النظام التعليمي وتحسين جودة التعليم في مختلف المراحل.
التحديات: بنية تحتية مدمرة ونقص في الكوادر
تسببت سنوات الحرب في تدمير آلاف المدارس، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 40% من المدارس في بعض المناطق خرجت عن الخدمة بسبب الأضرار أو تحولها إلى مراكز إيواء للنازحين. بالإضافة إلى ذلك، يواجه القطاع نقصًا حادًا في عدد المعلمين بسبب الهجرة أو تغير الظروف المعيشية، مما زاد الضغط على الموجودين حاليًا.
وقال الأستاذ محمود العلي، وهو معلم في ريف دمشق: “التحديات كبيرة، لكن هناك إصرارًا على متابعة العملية التعليمية. كثير من الطلاب يعانون بسبب الظروف الاقتصادية، مما يجعل بعضهم يترك المدرسة للعمل وإعالة أسرته”.
جهود حكومية ودولية لدعم التعليم
تحاول وزارة التربية السورية، بدعم من منظمات دولية مثل اليونيسف واليونسكو، إعادة تأهيل المدارس المتضررة، وتوفير مستلزمات التعليم الأساسي للطلاب. كما تم إدخال برامج تعليمية جديدة لتعويض الفاقد التعليمي الناتج عن الانقطاع عن الدراسة خلال السنوات الماضية.
وفي هذا السياق، أُطلقت عدة مبادرات لدعم التعليم المهني والتقني، بهدف توفير فرص تدريب عملي للطلاب، ما يساعدهم في إيجاد فرص عمل مستقبلية.
التعليم الرقمي كحل بديل
مع التحديات الحالية، أصبح التعليم الرقمي خيارًا مهمًا، حيث تم اعتماد منصات إلكترونية وبرامج تعليم عن بُعد، خاصة خلال جائحة كورونا. ومع ذلك، فإن ضعف البنية التحتية للإنترنت وعدم توفر الأجهزة الإلكترونية لدى كثير من الطلاب يشكلان عائقًا أمام نجاح هذه المبادرات.
آمال بالمستقبل
ورغم التحديات، لاتزال هناك آمال في إعادة بناء قطاع التعليم، حيث يرى الخبراء أن الاستثمار في التعليم هو السبيل لإعادة إعمار البلاد على المدى البعيد. ويؤكد الدكتور خالد شهاب، أستاذ التربية بجامعة دمشق، أن “تحسين التعليم هو مفتاح النهضة لأي مجتمع، وعلينا العمل على إصلاح النظام التعليمي ليواكب التطورات العالمية ويوفر فرصًا عادلة للجميع”.
ومع استمرار الجهود لإعادة إعمار المدارس وتحسين المناهج، يأمل السوريون أن تعود العملية التعليمية إلى مسارها الصحيح، ليكون التعليم أداة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.