يعتبر التصوير الفوتوغرافي فن الصورة والرسم بالضوء وانعكاساته بالكاميرا، فالصور تعبر عن فكرة معينة يتبناها المصور، لذلك كان الشباب السوريون هم الأسبق في استخدام هذا الفن لتجسيد حال بلدهم في أزمة الحرب.
ففوتوغرافيك الثورة السورية مسيرة من الإبداع كانت ولا تزال وسيلة التعبير الأصدق عن حالة الناس وصورة عن معاناتهم، بالإضافة لمقاطع الفيديو المصورة عن مجريات الحرب وتعتبر إحدى طرق التوثيق لعدوان النظام وآلته التدميرية التي استخدمها ضد الأبرياء والشعب الأعزل.
عدسة شاب سوري إحدى المسميات التي انتشرت بها الصور الفوتوغرافية على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، فمنذ بداية الثورة استخدام الكاميرا يعد جريمة عقابها السجن والاعتقال، لأن النظام السوري على دراية بأنها أداة قوية في نشر ما يحدث بواقعية، فالإنسان يصدق ما يرى أكثر مما يسمع، فتساهم الصورة كثيرا بإيصال الصوت والفكرة للمجتمع الدولي وتوثيق جرائم الحرب، فلا تكاد تمر حادثة إلا وتوثق بالصور من المظاهرات السلمية إلى العمل المسلح للثوار بعد الاضطهاد الكبير الذي تعرض له المواطن السوري نتيجة القتل والاعتقال والقصف المتعمد على مناطق المدنيين، فحسب جريدة القدس العربي في تصريح للأسد “يغضبني الذين يصورون أكثر من الذين يتظاهرون”، في محاولة منه لتحجيم عدد المظاهرات التي عمت البلاد في ذاك الحين.
يقول أحمد مصور فوتوغرافي خاص بالثورة: “بدأت بكاميرا الموبايل في تصوير بعض من أعمال النظام الإجرامية وتوثيقها وكنت أحفظ الصور ببطاقة الذاكرة وأخبئها خوفا من أن تصل إليها أيدي المخابرات وأعتقل”.
وانتشر التصوير الصحفي في الأزمة حيث حملت الكثير من الصور العديد من المعاني تبرز حجم المعاناة للشعب السوري، ومنها تصوير الحالة الإنسانية والظروف المعيشية لهم، فتبرزُ العديد من الصور رغم سكونها إلا أن الألم الموجود فيها وحجم المعاناة تؤثر بنا إلى حد البكاء والتفاعل معها كما لو أنها حصلت أمامنا، فقد تكون الصورة لطفل شهيد تخضب وجهه الصغير بالدماء، أو لطفلة تبكي إثر صاروخ نزل قربا منها، وتظهر على ملامحها البريئة مظاهر الخوف والهلع والاستغراب في آن واحد، وكأنها تقول بأي ذنب يقصف منزلي، أو حتى صورة لصغير يأكل فتات الخبز في ظل حصار فرضته المليشيات الداعمة للنظام .
كان ولابد لهذا الفن الذي حمل قضايا شعب تألم كثيرا بسبب حرب لم يرد أبدا الخوض فيها، ولاقى ما لاقاه من أوجاع لا يدري متى تنتهي، أن تقام معارض عديدة تنقل الواقع الذي يعيشه السوريون في الداخل وفي رحلة نزوحهم، ولايمكن أن ننسى المعرض الذي أقيم أيضا بغازي عنتاب بذكرى مجزرة الكيماوي في الغوطة لعل تلك الصور تتمكن من أن توصل وتؤرخ صمود الشعب وصبره وإصراره على إكمال الحياة رغم حرب عاثت بنفوسهم قهرا وحزنا.
آية رضوان – المركز الصحفي السوري