الببور الذي كان يعرض في محل الأنتيكات كتراث قديم عاد إلى واجهة مطبخ ربات البيوت السورية كبديل عن وسائل الطهو الحديثة بسبب سوء أحوال المعيشة من فقر وانعدام الكهرباء وغلاء أسعار اسطوانات الغاز المنزلي وصعوبة تأمينها
تقول أم خالد عن تجربتها الشخصية ومعاناتها في استعمال الببور :” والله ياخيتي استعمال الببور هلكني ،عالولو بيخنق ،وريحة البيت عطول دخنة وكاز ، وكمان الشحوار على قفا الطنجرة مابينضف لذلك بجلي وبعيد عليه عشر مرات ، ولك إيدينا صارو سود من جلي الغراض وحتى المطبخ صار أسود من دخنة الببور ، بس أشو طالع بالإيد غصب عنا لافي كهربا ولا غاز والحالة ديقة. ”
أما أم مصطفى التي تعيش في خيمة مع أسرتها المكونة من سبعة أفراد فتقول :” والله صوت الببور عالي بيصرع صرع لك إذا بكي ابني الصغير مابسمعو هوي صحيح نارو قوية بس صوتو من كتر موعالي بيضل بداناتي حتى أنا ونايمة عداكي عن الشحوار وريحة الكاز والعالول .”
وهذا حال الكثير من العائلات السورية الفقيرة التي لاتملك ثمن اسطوانة الغاز فتلجأ إلى الببور
فأبو محمود رب أسرة علق قائلا : ” والله مو من طيبنا رجعنا للببور لأن الصراحة مابيلتقا معنا حق جرة غاز بتعرفو انو الغاز غالي ومو متوفر” .
فالببور عاد لمنازل السوريين كحاجة أساسية وخاصة لدى الأسر النازحة التي تعاني ظروف معيشية قاسية جعلتهم يعودون إلى حياة أقرب ما تكون للبدائية.
المركز الصفي السوري _أمل سرحان