لا تقتصر معاناة اللاجئين السوريين في عرسال، على قسوة اللجوء وما يصاحبها من غلاء في المعيشة وفقر وإهمال، بل أصبح هاجس الاعتقال من قبل الجيش اللبناني وقوى الأمن العام، كابوسا يؤرقهم، خاصة بعد اعتقال العشرات منهم بشكل عشوائي.
أكدت مصادر خاصة من مخيمات اللجوء بعرسال، قيام الأمن اللبناني باعتقال عشرات اللاجئين بعد اقتحام منازلهم والاعتداء على الأطفال والنساء بحجة انتمائهم لتنظيمات إرهابية، في الوقت الذي أصدرت فيه قوى الأمن العام بيانا، قالت فيه إنها قامت بعملية نوعية في عرسال استطاعت من خلالها قتل عدة عناصر من داعش، واعتقال المواطن “محمد الموصلي”، الأمر الذي أثار استنكار أبناء بلدته يبرود، لعلمهم أن لا علاقة له بالتنظيم الإرهابي.
ولا تتوقف معاناة اللاجئين السوريين داخل عرسال عند الاعتقال، بل تبرز الخطورة الأكبر من خلال المرور عبر “حاجز اللبوة” خارج عرسال، حيث يعتبر هذا الأمر من أخطر الأمور التي يواجهها النازحون في عرسال أثناء خروجهم مجبرين من مخيمات البلدة، للتوجه لمراكز الأمن العام لتجديد “كرت التسوية” الذي مُنح لهم من قبل الأمن العام، والذي يعطيهم صفة التواجد الشرعي كلاجئين بشكل مؤقت على الأراضي اللبنانية.
من جهة أخرى، يتعرض اللاجئون في عرسال إلى التعذيب، خاصة مع تكرار المداهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني لمخيمات النازحين في البلدة، واعتقال العشرات من الشباب وإذلالهم وتعذيبهم أمام ذويهم للاشتباه بكونهم يرتبطون بتنظيمات مسلحة، وعدم امتلاكهم أوراقا ثبوتية بعد أن فقدوها في قراهم في القلمون قبل النزوح.
ويستخدم الجيش اللبناني تهمة “الدخول خلسة” للأراضي اللبنانية ويعطي نفسه ذريعة لسوقهم للأفرع الأمنية، التي تكررت فيها حالات التعذيب القاسية لدفعهم على الاعتراف بأي علاقات لهم مع ثوار القلمون في الجرود، وهو ما يشبه المعاملة التي كان يعاملهم بها النظام السوري.
وتكتمل صورة إذلال اللاجئ السوري، بعد البيان الذي أصدره رئيس بلدية عرسال، والذي منع بموجبه اللاجئين السوريين من التجول في البلدة خلال انتخابات البلدية، بحجة الأوضاع الأمنية الحساسة فيها، فيما تتعد تفاصيل قسوة الحياة التي يعيشها اللاجئين، دون أن يكترث بهم أحد.
TRT العربية