ترجمة: سوزان أحمد – أورينت نت
كان الممرض نونو ديلكادو متعباً وجائعاً عندما تلقى مفاجأة سارة، إذ قام مطعم سوري محلي بإرسال الطعام إلى مشفى ليشبونة الذي يكافح تفشي وباء كورونا.
إلا أن هناك قصة متواضعة وراء أولئك الذين يطهون الطعام. فمطعم طيبة هو مشروع لزوجين هربا من الحرب في سوريا منذ عدة سنوات، وبدأ آلان غميم وزوجته راميا عبد الغني منتصف آذار الماضي بتقديم الطعام مجاناً للعاملين في القطاع الصحي في العاصمة.
“لقد قدم لنا المساعدة أشخاص عاشوا ظروفاً قاسية. وكان هذا درساً كبيراً في الحياة لنا جميعاً” يقول الممرض يلكادو مضيفاً، “بيّن ذلك لنا أنه كمجتمع يجب أن نكون هناك لمساندة بعضنا الآخر”.
في الواقع، لم يعد بوسع معظم المسعفين تحضير وجباتهم في البيت ومع إغلاق كافتريات المشافي بسبب حظر التجول في البلاد، أصبحوا يعتمدون على المطاعم مثل مطعم طيبة للحصول على الطعام.
سوريا ليست فقط دبابات وأسلحة نارية
انتقل الزوجان إلى البرتغال منذ 4 سنوات، إلا أنهم افتتحوا المطعم العام الماضي في لشبونة حيث يعيشون مع طفليهم. أرادوا أن يظهروا للبرتغاليين ماهية الطعام السوري، وأن سوريا ليست فقط دبابات وأسلحة نارية، “لدينا ثقافة ومدن تاريخية وأشياء كثيرة وهذا ما نحاول أن نظهره لزبائننا” يقول آلان.
ويضيف بأنهم شعروا أنهم في وطنهم عندما وصلوا البرتغال، ولذلك أرادوا أن يساعدوا مجتمعهم الجديد عندما انتشر فيروس كورونا. يقول آلان “عندما تهرب من حرب، تشعر بأنك واقع في كارثة ولكنك أيضاً تدرك من يقف بجانبك” ويتابع “لذلك فإننا بكل ما نفعله في البرتغال، نحاول أن نرد جميل الأشخاص الذين رحبوا بنا”.
كل ما على عاملي الصحة أن يفعلوه هو أن يتصلوا بالمطعم ويخبروه بكمية الطعام التي يحتاجونها، ويقوم الزوجان بمباشرة العمل. إنهم يحضرون كل شيء بدء من طبق داوود باشا الشهير وليس انتهاء بمسبحة الحمص. ويستطيع العاملون أخذ الطعام مباشرة من المطعم سواء ليلاً أو نهاراً.
وكتب صاحبوا المطعم على حسابهم على الفيسبوك، “نريد أن نشكر كل الفرق الطبية التي تستحق الحصول على وجبة عشاء عائلية مريحة في نهاية النهار لكي يستطيعوا العودة إلى معركتهم مع الفيروس الذي يواجهونه كل يوم من أجلنا جميعاً.
ومن الجدير بالذكر أن البرتغال سجلت أكثر من 16900 إصابة بفيروس كورونا وأعلنت وفاة 535.
للاطلاع على المقال من المصدر: اضغط هنا