على الرغم من أن الإرهاب هو نقطة ضعف نظام الملالي التي لا يمكنه الكف عنها، بيد أن هذا النظام الفاشي جعل منه نقطة قوة في وجهات نظر الحكومات الغربية من خلال استغلال سياسة الاسترضاء الغربي في العقود الأربعة الماضية، وأقنعهم بوعده الواهي بأنه سيكف عن الإرهاب بعد الحصول على تنازلات وحوافز. وعلى كل حال، فإن الإرهاب عنصر متأصل في فطرة هذا النظام الفاشي، والكف عنه سيؤدي إلى سقوطه فورًا.
إن الضحايا الرئيسيين للإرهاب وجرائم الملالي هم الإيرانيون. ومع ذلك، فإن نطاق إرهاب الملالي لا يشمل شعوب دول المنطقة فحسب، بل يمتد أيضًا إلى البلدان البعيدة، وحتى الآن راح مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم ضحايا لجرائم الملالي الحاكمين في إيران.
هذا ووجهت مجموعة كبيرة من الحكومات والمسؤولين البارزين حول العالم والعديد من المنظمات والدوائر الدولية أصابع الاتهام إلى الإرهاب الحكومي الذي يتبناه نظام الملالي، ووصفوا هذا النظام الفاشي بأنه “مصرف الإرهاب في العالم” وتم الإعلان عن سلسلة من الإدانات لهذا النظام وتسجيلها. لكن السؤال الرئيسي هو: “ماذا يجب علينا أن نفعل؟”.
والجدير بالذكر أنه تم تخصيص المؤتمر السنوي الثالث للمقاومة الإيرانية هذا العام لهذه القضية المهمة. وشارك في هذا المؤتمر المنعقد في 20 يوليو 2020 بعنوان “إرهاب نظام الملالي – أغلقوا سفارات النظام الفاشي واطردوا عملائه
ومرتزقته – بحضور رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي في تجمع أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في أشرف الثالث في ألبانيا في اتصال مباشر بالفيديو – مئات الأشخاص من الشخصيات السياسية من أمريكا وأوروبا والدول العربية وألبانيا. وقالت السيدة مريم رجوي مشيرةً إلى قيام نظام الملالي بـ 450 عمل إرهابي خارج إيران وحدوث طفرة في هذه الأعمال الشيطانية منذ عام 2003:
” إن نظام الملالي يهدد المصالح الحيوية للإيرانيين والعالم، حيث أنه يسعى إلى امتلاك القنبلة النووية تزامنًا مع ممارسة القمع والإعدام وارتكاب المذابح في إيران وتصدير الإرهاب وإشعال الحروب في الشرق الأوسط”. وأضافت: ” إن الإرهاب هو الروح المحركة لهذا النظام الفاشي وفطرته، لذا فهو جزء لا يتجزأ منه. وإذا كف نظام الملالي يومًا ما عن تصدير التطرف والإرهاب وانحصر ذلك داخل الحدود الإيرانية، فسوف يتفكك من الداخل”. وأضافت السيدة رجوي: ” إن حجم إرهاب الملالي في أفغانستان واليمن ولبنان مروع، وفاق الحد على وجه التحديد في سوريا والعراق. فالتفجيرات الإرهابية في وسط الحشود الغفيرة وتدمير المراكز الدينية أو المدارس واغتيال الخبراء والعلماء وخطف البشر والتعذيب وفرض الترحيل القسري وتشريد ملايين الأشخاص، كلها ممارسات إجرامية تنطوي على أبعاد صادمة”.
وقالت السيدة مريم رجوي: ” إن المخططين الإرهابيين اللذين أعدهما نظام الملالي في ربيع ثم في صيف 2018 ضد المقاومة الإيرانية في ألبانيا وفرنسا يعتبران أكبر مؤامرتين إرهابيتين في تاريخ إرهاب هذا النظام الفاشي الممتد على مدى40 عامًا؛ في أوروبا، ويدلان على أن هذا النظام لا يتورع عن ارتكاب إي جريمة لمواجهة المقاومة الإيرانية الباسلة التي يعتبرها التهديد الرئيسي لكيانه، لدرجة أنه أرسل دبلوماسيًا على رأس العمل، وهو أسد الله أسدي لنقل قنبلة إلى مكان الحادث، وغير ذلك. فيما تعتبر تخرصات هذا النظام الفاشي ضد المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق وجهًا آخر لعملة الإرهاب وتمهيدًا لممارسته ضد المعارضة الرئيسية له”.
وإذا دققنا النظر في القمع وقتل الناس وقتل معارضي نظام الملالي داخل البلاد، وفي إرهاب هذا النظام اللاإنساني خارج حدود إيران، فلن نستنتج سوى أن السياسة الصحيحة تجاه هذا النظام الفاشي هي سياسة الحسم وأن الحل الجذري هو الإطاحة به برمته.
ففي شهر يوليو من العام الحالي، أعدم نظام الملالي مواطنًا بتهمة شرب الخمر. وهذا مثال بسيط وعادي على القمع. ولكن يجب التأكيد على أن نظام الملالي سيقوم بهذه الممارسات الشريرة في جميع أنحاء العالم إذا ما سنحت له الفرصة، لأن النظام القاتل والقمعي داخل البلاد هو أيضًا إرهابي خارج البلاد. وهاتان الجريمتان انعكاس لبعضهما البعض.
وبهذا المثال، يمكننا أن نتصور ما حدث في إيران خلال العقود الأربعة الماضية وكيف تسير الأمور. والآن، لو افترضنا أن معارضًا سياسيًا للملالي، ولاسيما لو كان من أنصار أو أعضاء المقاومة الإيرانية بدلًا من هذا الشخص الذي تم إعدامه، فهل هناك فرق من وجهة نظر نظام الملالي والمهمة واضحة تمامًا؟ من المؤكد أن النتيجة هي الإعدام ولا شيء غير الإعدام.
إن نظام الملالي متعطش لدماء أبناء الوطن ومعارضيه، ولاسيما أعضاء المقاومة الإيرانية وأنصارها التي دائمًا ما اعتبرها على مدى الـ 4 عقود الأخيرة وما زال يعتبرها الخطر الرئيسي الذي يهدد كيانه. وهكذا، كان القمع والإرهاب ولا يزالان جزء لا يتجزأ من العناصر الفطرية لهذا النظام الفاشي. وليس من فراغ أن يصل عدد شهداء المقاومة الإيرانية حتى اليوم إلى 120,000 فردًا، وأن النيل من هيكل هذه المقاومة هو الهدف الرئيسي الدائم الذي يسعي النظام الفاشي إلى تحقيقه.
لذلك، يجب أن نؤمن عن ظهر قلب إيمانًا راسخًا بأن نظام الملالي هو نظام قمعي وإرهابي ومعادٍ للبشرية حتى النخاع. وبناءً على ذلك، يتعارض مع العضوية في المجتمع البشري. وهذه هي الحقيقة التي تؤكدها ملايين الحقائق.
ولم تكن هذه الحقائق ولا تزال معروضة من قبل المقاومة الإيرانية فحسب، بل إن تصريحات واعترافات زعماء نظام الملالي المتكررة بالأمثلة والجرائم التي ارتكبوها، هي خير دليل على هذه الحقيقة. أدلةٌ تشير إلى الأبعاد البعيدة الأثر للقمع والنهب وسرقة ممتلكات الشعب وكذلك الاغتيالات والقتل خارج حدود البلاد. أدلة تفيد بأن أقلية تُعد نسبتها المئوية على الأصابع ( 4 في المائة) تحكم أغلبية نسبتها 96 في المائة من سكان إيران، ولم ولن تتورع عن ارتكاب أي جريمة في حق أبناء الوطن المطحونين. وهذا هو المشهد الإيراني الذي يعيشه أبناء الوطن في الوقت الراهن في ظل حكم الملالي.
بقلم عبد الرحمن کورکي (مهابادي)