تعتبر مدينة عامودا التابعة لمحافظة الحسكة شرقي سوريا من أوائل المدن التي انتفضت في وجه النظام واشتعلت ساحاتها بالمظاهرات المناهضة لحكومته، وطالب المتظاهرون بالحرية والكرامة في حراكهم السلمي الذي استمر حتى 27 /06/2013 بعد قيام قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بهجوم على الأهالي في المدينة بسبب انتمائهم للثورة السورية واستمرت هذه القوات بفرض حصار خانق من ناحية التعليم والكهرباء والغاز والمازوت والخبز للضغط عليهم وحثهم على التراجع عنها.
ويبلغ عدد سكان عامودا 50 ألف نسمة وهي ذات الغالبية الكُردية مع نسبة قليلة لا تتجاوز 1% من العرب في المدينة والقرى المحيطة بها.
وبعد سيطرة الإدارة الذاتية الكردية على المدينة اتخذت عدة قرارات كان آخرها فرض اللغة الكردية على طلاب المرحلة الثانوية لكافة المواد علما أنهم يدرسون اللغة العربية وبمناهج مديرية تربية النظام، حيث زار وفد من التربية والتعليم “الأبوجية” المدارس ومنها ثانوية “أبو العلاء المعري” وأبلغوا الإدارة أن هذا العام الدراسي هو الأخير للغة العربية واعتبارا من العام القادم ستحل مكانها اللغة الكردية.
وأفادنا الناشط “رودي الكردي” أن معلمي المدرسة أمام خيارين إما أن يتعاملوا مع الإدارة الجديدة ويدرسون باللغة الكردية وفق دورة تدريبية تجرى لهم لمدة شهر والهدف منها معرفة بعض مصطلحات اللغة الكردية من أجل تعليمها للطلاب ويبقى كل مدرس على اختصاصه الذي كان عليه سابقا كالرياضيات أو الجغرافية، أو يصبح المدرس مطلوبا لخدمة التجنيد الإجباري في صفوف قواتها.
وبحسب الوفد فإن رواتب المدرسين ستكون ما بين 30 إلى 35 ألف ليرة بعد أن ينشقوا عن تربية النظام، وذلك أثار استياءهم فإن لم يوافقوا على القرار ويطبقوه ستطلب تربية النظام أن يلتحقوا بمناطق سيطرتها في الحسكة أو القامشلي، ما سيكلفهم ماديا أجار طرقات، وإن التزموا بقرار الإدارة الذاتية سيتخوفون من الذهاب لمناطق النظام خشية الاعتقال فهم بين نارين لا يعلمون ما النهاية، وفي حال لم يقبل المدرسون الاختصاصيون بتدريس موادهم باللغة الكردية سيتم جلب مدرسين غير مؤهلين لذلك بحسب ما أفاد الكردي.
وبالنسبة لمصير الطلبة قال “الكردي”:” جميع الطلبة مستاؤون من القرار فلا يمكنهم اللجوء للمدارس أو المعاهد الخاصة لأنهم بذلك لن يحصلوا على تأجيلة الخدمة الإلزامية، علما أن الإدارة الذاتية ستغلق جميع المعاهد الخاصة بتاريخ 1_6 من العام الحالي، ماتسبب بانزعاج كوادر المعاهد التي تعتبرها مصدر رزق لهم، فالطلبة يعيشون حالة من التوتر والتشتت وضياع للمستقبل”.
ولعل قرار الإدارة الكردية جاء بعد أن شعروا بقوة النظام خلال الفترة الأخيرة، فأرادوا أن يضغطوا عليه بذلك القرار المجحف بحق المدرسين والطلاب على حد سواء ضاربين بعرض الحائط معاناتهم والقيود التي ستفرض عليهم في حال رضخوا لهم، فهم بذلك يقتلون آمال الطلاب الذين يطمحون لدراسة فروع علمية عالية كالطب أو الصيدلة، وبعض الطلاب يفكرون بالهروب لمناطق النظام كاللاذقية أو دمشق لمتابعة تحصيلهم العلمي بعيدا عن الشروط التعسفية من الإدارة، ليكونوا الضحية في لعبة الحرب التي طال أمدها.
المركز الصحفي السوري _ سماح الخالد