ما أن بدأت محادثات جنيف السورية، بين الأمم المتحدة والنظام السوري يوم الجمعة، وبين المنظمة الدولية ووفد المعارضة اليوم السبت، حتى خرج تسريب من مكتب المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، ينقل اعتراف الأخير بأن الأمم المتحدة لن تكون قادرة على مراقبة أو فرض أي اتفاق سلام سوري في جنيف.
تسريب خرج من مكتب دي ميستورا، وحصلت عليه مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، يحذّر من أن “العالم قد يعلق توقعات غير واقعية على قدرة الأمم المتحدة على فرض وقف إطلاق نار سوري، حتى عبر قوات حفظ سلام دولية ولو كانت عسكرية”.
وبحسب التسريب، يعتقد دي ميستورا أن قوات النظام السوري وفصائل المعارضة وحدها القادرة على فرض وقف لإطلاق النار، وفي حال تم ذلك، من شأن الأمم المتحدة أن توسّع دورها وتؤمن تدريباً وإمكانيات للسوريين، وأن تؤدي دور الوسيط بين الفاعلين السوريين والقوى الإقليمية المعنية بالملف السوري، مما يعرف بـ”مجموعة الدعم” المؤلفة من 17 دولة، سبق واجتمعت في فيينا قبل حوالى شهرين.
ووفق نصّ التسريب الخارج من مكتب دي ميستورا، “يجب أن تنتقل دول مجموعة الدعم، من دور الراعية للمسار السياسي، إلى دور الضامن للاتفاقات، لتقوم هذه الدول بأداء مهمة تنسيق الجهود الخاصة بالدول الأساسية وتأمين الربط العملياتي بين الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة، بهدف ضمان وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاقات محلية”.
كلام يعبّر عن اعتراف واضح من دي ميستورا، بأن محادثات جنيف لن تتمكن من فرض وقف إطلاق النار، وبدلاً من ذلك يوضح المبعوث الأممي أنه “على جميع الأطراف أن تبرم مجموعة من الهدن بلدة فبلدة، لفك الحصار عن السوريين، من أجل التوصل في النهاية إلى وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني السوري الشامل”.
كلام يهدف إلى التخفيف من الآمال المعقودة على محادثات جنيف، وانعدام فعالية أي اتفاق على إرسال مراقبين دوليين للاتفاق على وقف لإطلاق النار. وتعطي الوثيقة المسربة من مكتب دي ميستورا الهدنة التي تم التوصل إليها في الآونة الأخيرة ببلدة الزبداني، مثالاً للإشارة إلى احتمال نجاح هدن محلية مناطقية يجب توسيع نطاقها، بحسب النصّ الذي نشرته “فورين بوليسي”.
العربي الجديد