آلاف الأطفال قتلوا وشرد ملايين الأشخاص داخل سوريا وخارجها في مأساة يتحمل مسؤوليتها النظام السوري، في حرب كان فيها الأطفال هم الخاسر الأكبر في معاناة التشريد والجوع والفقر وفقدان العيش بأمان.
الطفلة (ت.ا) ذات العشر سنوات من مدينة حلب الشرقية المحاصرة، كغيرها من الأطفال الذين ذاقوا مرارة الحرب، تعرضت إلى إصابة برصاصة قناص في بطنها ، تروي ت.ا وقد اغرورقت عينيها بالدمع وهي تتذكر تفاصيل الحادث الأليم (كنا رايحين على الملجأ لحتى نحتمي واذ تسلل القناص وأصابني ،وحتى لما اسعفوني الناس للمشفى وبعد عمليتي انقصف المشفى بصواريخ ونقلوني على القبو).
وقفت الطفلة تتنهد وتمسح دموعها وأكملت قائلة لقد أصبحت أخاف حتى من صوت الرصاصة لم أعد أتحمل القصف.
تتابع (ت.ا) ومشاعر الحزن بادية على وجنتيها “مع استمرار الحصار و ازدياد القصف على المدنيين لم نعد نملك المواد الغذائية الأولية ولا حتى المشافي لإسعاف المصابين حيث تم استهدافها.
تصمت الطفلة قليلا ثم تقول “ومع تزايد القصف الروسي الجوي أصبحنا لا نخرج من الملاجئ حتى اتى قرار بانتزاعنا كرها من حلب، نقلنا بباصات الذل الخضراء ونظرات الجنود الساخرة، ناهيك عن احتجازنا لساعات طوال بالبرد الشديد دون طعام وشراب”.
كما أضافت (ت.ا) بأنها لاتزال تعاني من أضرار نفسية وجسدية، وحالة خوف دائمة من فقدان الأمان ومن مواجهة أي حدث جديد في حياتها .
وكانت منظمة (اليونيسيف) كشفت في تقرير أعدته في شهر نوفمبر عام 2016 بأن نصف مليون طفل في سوريا يعيشون ضمن مناطق محاصرة يصعب الوصول إليها، و في شرق حلب فقط، تقدر اليونيسف بأن هناك 100 ألف طفل يعيشون تحت الحصار.
فإلى متى سيظل أطفال سوريا بلا أدنى حقوقهم وهي العيش بأمان ؟
قصة خبرية/ تالا الفحل