يشهد موسم الزراعة في سوريا جفافًا هو الأسوأ منذ نحو 60 عامًا، ما يُهدد الأمن الغذائي لأكثر من 16 مليون سوري، بحسب الأمم المتحدة. وقد أدى الجفاف إلى تضرر نحو 2.5 مليون هكتار من الأراضي المزروعة بالقمح، وانخفاض حاد في إنتاج القمح البعل والمروي على حد سواء، مما سيتسبب في فجوة تقدر بـ 2.5 إلى 2.7 مليون طن من القمح.
كانت سوريا قبل عام 2011 تحقق اكتفاءً ذاتيًا من القمح، لكن النزاع أدى إلى تراجع الإنتاج والاعتماد المتزايد على الاستيراد، خاصة من روسيا. ومع تفاقم الأزمة المناخية، تتنافس الحكومة السورية والإدارة الذاتية الكردية على شراء محصول القمح، وقد أعلنت كل منهما عن أسعار مدعومة للمزارعين بهدف تشجيعهم على بيع محاصيلهم للدولة.
في ظل هذه الظروف، يعاني المزارعون من انخفاض منسوب المياه، وتكلفة زراعة مرتفعة، وإنتاج ضعيف، مما يجعل الاستمرار في الزراعة تحديًا كبيرًا، وسط أزمة اقتصادية خانقة ومخاوف متزايدة من المجاعة.