قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إنه عندما انضم حزب الله اللبناني إلى الحرب في سوريا لمساندة بشار الأسد كان يحرص على إخفاء دوره في الصراع، وأن تبقى مشاركته طي الكتمان. ولكن اليوم تغير الحال وأصبح عناصر حزب الله يزرعون رايتهم في المناطق التي يستولون عليها من المتمردين شمال دمشق ليصبح دور الجماعة في الحرب علني. أما بالنسبة للرئيس السوري المحاصر فإن مساندة حزب الله تكتسب أهمية قصوى من أي وقت مضى.
وأضافت الصحيفة أن حزب الله استخدم ترسانة أسلحة كبيرة من أجل طرد المتمردين من مناطق واسعة من سلسلة جبال القلمون، الموجودة على بعد مسافة قصيرة من مقر سلطة الأسد في دمشق. وقال قائد لحزب الله تحدث للصحافيين إن الجماعة استطاعت تأمين مساحة حوالي 300 كيلومتر مربع بين سوريا ولبنان.
وأشارت إلى أن العلم الأصفر المميز لحزب الله ظهر واضحا على قمم التلال القريبة التي استولى عليها من مقاتلي جبهة النصرة التي تعرف بأنها ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
واعتبرت نيويورك تايمز العملية المشتركة التي تمت بين القوات السورية الحكومية وحزب الله اللبناني إحدى النقاط المضيئة بالنسبة للأسد، الذي ظل على مدى شهرين يفقد مناطق مختلفة من بلده لصالح الجماعات المتمردة وغيرها من الجماعات ومنها تنظيم الدولة الإسلامية التي تأتي عناصرها من العراق المجاور.
وقالت نيويورك تايمز إن الأشهر الأخيرة كانت الأصعب في الصراع الذي اندلع في عام 2011 مع أحداث الربيع العربي. حيث فقد مساحات كبيرة من محافظة إدلب لصالح تحالف من المتمردين الإسلاميين السنة الذين يعتقد على نحو واسع أنهم يتلقون دعما من الدول الإقليمية التي ترغب في رحيل الأسد عن السلطة.
كما وصل المتمردون إلى مناطق قريبة للغاية من القطاع الساحلي شمال غرب سوريا، والذي يشكل معقل الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد. وفي الجنوب خسر الأسد أمام جماعات المتمردين التي تعتبر الأكثر قوة وتنظيما. في الوقت نفسه استطاع تنظيم الدولة الإسلامية الضغط بقوة على المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية في وسط سوريا وكان آخرها الهجوم على مدينة تدمر القديمة.
لذلك يعتبر الدعم الذي يقدمه حزب الله شديد الأهمية بالنسبة للأسد، ولكنه لم يكن الدعم الوحيد الذي حصل عليه فقد عادت إيران لتكرر تصريحاتها الداعمة للأسد، وزار مسؤول إيراني كبير دمشق والتقى الأسد. وأشارت تقارير صحافية إلى دعم مالي من إيران أسهم في تعزيز وضع العملة السورية ورفعها من مستوياتها القياسية المنخفضة بعد سقوط إدلب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب السورية كانت تشكل ضغطا على كل من إيران وحزب الله اللبناني، حيث أنفقت طهران المليارات لدعم الأسد اقتصاديا وعسكريا، أما حزب الله فقد استخدم قوته القتالية في سوريا، والتي تقدر بنحو عدة آلاف مقاتل.
وقالت الصحيفة إن القوات السورية والميليشيات المتحالفة معها لم تتمكن من تحقيق تقدم سريع في استعادة المناطق التي فقدتها في إدلب.
ويقول دبلوماسيون إن المتمردين في الشمال يمتلكون مخزونا أكبر من الأسلحة المضادة للدبابات، أما المقاتلون الأجانب فإنهم يتواجدون على الجانبين، ولكن تبقى نقطة القوة للنظام السوري في استخدام قوة الطيران.
ورغم الهزائم التي مني بها الأسد في الأشهر الأخيرة فإن الدبلوماسيين الغربيين يحذرون من الإفراط في التفاؤل حول نهاية الأسد قريبا. وأشارت إلى أن الأسد استطاع الحفاظ على تماسك التحالف الذي يدعمه، حيث يقول دبلوماسي غربي للصحيفة «يبدو أن الحفاظ على التحالف يؤتي ثماره في الأوقات الصعبة».
العرب