للمرة الأولى منذ انفجار الأزمة السورية, قبل أربعة أعوام ويزيد, يضطر بشار الأسد لقول الحقيقة المرة فهو في لقاء مع صحيفة “إكسبرس” السويدية اعترف بأن الوضع في سوريا: “أكثر خطورة وأكثر سوءاً” وبالطبع وكالعادة فإنه بدل أن يتحلى بالشجاعة, التي تقضيها مصلحة بلد حكمه هو ووالده لنحو خمسة وأربعين عاماً وأوصلاها إلى هذه الأوضاع المأساوية التي وصلت إليها, بادر إلى الهروب بعيداً وحمَّل “التدخل الخارجي” مسؤولية مشكلة “غدت معقدة” حسب رأيه ووجهة نظره.
هناك مثل يقول: “رمتني بدائها وأنسلَّت” فأبْن أبيه يرى “أن تركيا والسعودية وقطر دولاً ليست مستقلة !! ولا تمتلك أجندة خاصة بها” أمَّا سوريا التي لا رأي فيها إلا رأي قاسم سليماني بمشاركة غلام الولي الفقيه حسن نصر الله فإنها مستقلة وأنها تمتلك أجندتها الخاصة ولذلك فإن رئيسها دعا مهنئيه, بعد انتصار حراس الثورة وحزب الله في إحدى معارك حمص, إلى توجيه التهنئة الحقيقية إلى الولي الفقيه علي خامنئي وليس إليه.
والمضحك فعلاً أنَّ بشار الأسد قد شكا من “شيطنة” الغرب له ولـ “دولته” وقال: إنَّ ذلك يحاكي ما يتعلق بـ “أوكرانيا”.. وشيطنة بوتين وكأن هناك أكثر شيطنة مما فعله هو بالشعب السوري على مدى الأربعة أعوام الماضية حيث عدد القتلى المعروفة أسمائهم قد تجاوز الربع مليون وهذا غير الدمار والخراب الذي حلَّ بمعظم المدن السورية وغير فتح الأبواب لعشرات التنظيمات المذهبية المستوردة من العراق وإيران.. وأيضاً من أفغانستان وباكستان وحتى من الصين.
الآن أصبحت الأزمة السورية قضية منسية والآن بات الأفق مسدوداً أمام الحلول السياسية بعد إفشال جنيف”1″ واختراع لقاءات موسكو التي هي كمن يفاوض ويحاور نفسه ولهذا وإذا كان بشار الأسد عندما يقول: “إن الوضع في سوريا أكثر خطورة وأكثر سوءاً” يعترف بحقيقة أن الحلول العسكرية التي أعتمدها وبقي يصر عليها قد فشلت فشلاً ذريعاً فإنَّ عليه أنْ يتحلى بالشجاعة المطلوبة في مثل هذه الظروف وأن يعلن استعداده للتنحي على أساس مقترح “المرحلة الانتقالية” حفاظاً على وحدة بلده وعلى وحدة الشعب السوري.
إنه لا خيار إلَّا هذا الخيار أما الهروب من مواجهة الحقيقة والاستمرار بالحديث عن مشاورات موسكو الفاشلة والبائسة والمضحكة واعتبار أنها من الممكن أن “تشكل أساساً للحوار القادم بين السوريين” فإن هذا مضيعة للوقت وإن هذا هروباً من استحقاق لا بد منه فالعودة, بعد كل هذه الكوارث التي حلَّت بسوريا, إلى الدوران حول النفس وإلى الألاعيب والمناورات والأكاذيب تعني المزيد من الدَّمار والمزيد من التمزق وتعني المزيد من الإثباتات والأدلَّة عندما سيقف بشار الأسد ذات يوم قريب أمام محكمة التاريخ.
لقد ثبت بعد أربعة أعوام أنَّ القوة المستوردة, الإيرانية والروسية, قد فشلت أمام تصميم الشعب السوري على تحقيق أهداف ثورته.. ولهذا فإن الأفضل لـ “بشار الأسد” ألَّا تبقى تأخذه العزة بالإثم فالشجاعة هي أن يضحي المسؤول بكرسي الحكم من أجل الحفاظ على وحدة شعبه أمَّا الاستمرار بالإصرار على إدارة الظهر لحقائق الأمور فإنَّ ثمنه سيكون نهاية كنهاية قادة الصِّرب الذين كانت نهايتهم محاكم الجرائم الدولية.
هناك مثل يقول: “رمتني بدائها وأنسلَّت” فأبْن أبيه يرى “أن تركيا والسعودية وقطر دولاً ليست مستقلة !! ولا تمتلك أجندة خاصة بها” أمَّا سوريا التي لا رأي فيها إلا رأي قاسم سليماني بمشاركة غلام الولي الفقيه حسن نصر الله فإنها مستقلة وأنها تمتلك أجندتها الخاصة ولذلك فإن رئيسها دعا مهنئيه, بعد انتصار حراس الثورة وحزب الله في إحدى معارك حمص, إلى توجيه التهنئة الحقيقية إلى الولي الفقيه علي خامنئي وليس إليه.
والمضحك فعلاً أنَّ بشار الأسد قد شكا من “شيطنة” الغرب له ولـ “دولته” وقال: إنَّ ذلك يحاكي ما يتعلق بـ “أوكرانيا”.. وشيطنة بوتين وكأن هناك أكثر شيطنة مما فعله هو بالشعب السوري على مدى الأربعة أعوام الماضية حيث عدد القتلى المعروفة أسمائهم قد تجاوز الربع مليون وهذا غير الدمار والخراب الذي حلَّ بمعظم المدن السورية وغير فتح الأبواب لعشرات التنظيمات المذهبية المستوردة من العراق وإيران.. وأيضاً من أفغانستان وباكستان وحتى من الصين.
الآن أصبحت الأزمة السورية قضية منسية والآن بات الأفق مسدوداً أمام الحلول السياسية بعد إفشال جنيف”1″ واختراع لقاءات موسكو التي هي كمن يفاوض ويحاور نفسه ولهذا وإذا كان بشار الأسد عندما يقول: “إن الوضع في سوريا أكثر خطورة وأكثر سوءاً” يعترف بحقيقة أن الحلول العسكرية التي أعتمدها وبقي يصر عليها قد فشلت فشلاً ذريعاً فإنَّ عليه أنْ يتحلى بالشجاعة المطلوبة في مثل هذه الظروف وأن يعلن استعداده للتنحي على أساس مقترح “المرحلة الانتقالية” حفاظاً على وحدة بلده وعلى وحدة الشعب السوري.
إنه لا خيار إلَّا هذا الخيار أما الهروب من مواجهة الحقيقة والاستمرار بالحديث عن مشاورات موسكو الفاشلة والبائسة والمضحكة واعتبار أنها من الممكن أن “تشكل أساساً للحوار القادم بين السوريين” فإن هذا مضيعة للوقت وإن هذا هروباً من استحقاق لا بد منه فالعودة, بعد كل هذه الكوارث التي حلَّت بسوريا, إلى الدوران حول النفس وإلى الألاعيب والمناورات والأكاذيب تعني المزيد من الدَّمار والمزيد من التمزق وتعني المزيد من الإثباتات والأدلَّة عندما سيقف بشار الأسد ذات يوم قريب أمام محكمة التاريخ.
لقد ثبت بعد أربعة أعوام أنَّ القوة المستوردة, الإيرانية والروسية, قد فشلت أمام تصميم الشعب السوري على تحقيق أهداف ثورته.. ولهذا فإن الأفضل لـ “بشار الأسد” ألَّا تبقى تأخذه العزة بالإثم فالشجاعة هي أن يضحي المسؤول بكرسي الحكم من أجل الحفاظ على وحدة شعبه أمَّا الاستمرار بالإصرار على إدارة الظهر لحقائق الأمور فإنَّ ثمنه سيكون نهاية كنهاية قادة الصِّرب الذين كانت نهايتهم محاكم الجرائم الدولية.
صالح القلاب – الرأي الاردنية