برزت في الأيام الماضية خطابات رئيس النظام السوري بشار الأسد التي كان يلقيها قبل 3سنوات على مسامع العالم للواجهة من جديد لتعزز فكرة أنه أول من نادى الغرب لمحاربة الإرهاب في سوريا، وعلى الغرب الخضوع للحوار و التنسيق مع بشار وحلفائه في القضاء على الإرهاب.
لقد دقت أحداث باريس في 13 نوفمبر 2015 ناقوس الخطر عند الأوربيين ودول العالم وأيضا الدول العربية، ليعلن العالم بالإجماع على محاربه الإرهاب الصادر من سوريا ألا وهو تنظيم الدولة، فتقوم الطائرات الفرنسية بقصف مواقع تابعة للتنظيم في محافظة الرقة بسوريا بأكثر من 20 قنبلة ، كما تسقط صواريخ روسية أيضا على مواقع مدنية في أرياف ادلب ،حماه ، حلب ،كتب عليها ” لأجلك يا فرنسا “.
مؤيدو النظام بعد أحداث باريس كان لهم وجهة نظر مشابهة لرئيسهم، فعلى مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا عبارة قالها في إحدى خطاباته أمام مجلس الشعب “لا تعبثوا بهذا الفالق الزلزالي في سورية، لأن تداعيات ذلك ستتردد في جميع أنحاء العالم، وأن الإرهاب سيطرق أبواب الدول الغربية يوما من الأيام “.
التعبير عن النشوة بما حدث في باريس كان واضحا في أوساط موالي النظام المحليين والغربيين وحتى روسيا، سفير النظام في لبنان على قناة المنار يقول: “إن العماد ميشال عون رئيس كتلة الإصلاح والتغيير كان مستبشراً بما اعتبره نجاح رؤيته عندما كان يقول بأن سوريا بصمودها وكفاءتها وكفاءة قيادتها ستنتصر وسيعيد العالم الذي راهن على الاستمرار في الإرهاب وإضعاف سوريا، الآن اقتنع العالم الذي رعى هذا الإرهاب وموله وأرسله إلى المنطقة وسوريا أنه يشكل خطرا ًويجب القضاء عليه “.
أحداث باريس، أجرت منعطفاً في التدخل الروسي في سوريا، فتعبيراتهم الخجولة المعارضة للتدخل، والقلق المعلن في كل اجتماع دولي بات من الماضي، ليحل محله الترحيب، فنقلا عن موقع روسيا اليوم في 17 نوفمبر، الغارات الروسية تكثفت على مواقع تنظيم الدولة بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين :”إن العمليات العسكرية الروسية في سوريا “يجب أن تتواصل وتزداد كثافة ” ، وكأنه اعتراف لما تم تناقله على وسائل الإعلام للمعارضة السورية أن 97% من العمليات الروسية في سوريا كانت بعيدة عن مواقع تنظيم الدولة.
كما ذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية في عددها الصادر في 22من الشهر الجاري، وأكدت فيه أن الغارات الروسية قتلت 403 شخص من بينهم 97 طفلا في سوريا منذ بداية التدخل الروسي.
الغريب في الموضوع مقتل 139 شخص وجرح آخرين كان كفيل للمجتمع الأوربي والعربي كشف ملابساته في أسبوع وقتل “أبا عواد” البلجيكي الجنسية، الذي وصل إلى أوربا مع اللاجئين، وشارك تنظيم الدولة في التفجير، فكان العقل المدبر لتلك العملية، في المقابل خمس سنوات من القتل المنهج في سوريا، ومجازر كيماوية تقتل في لحظات أكثر من 1500 شخص في الغوطة قبل سنتين، والآلاف من المدنيين قتلوا أو اعتقلوا أو لجؤوا، تم توثيقهم على الشبكات المحلية وحتى العالمية من الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان فلهذه اللحظة لم تٌحل القضية ولم يلقى القبض على القاتل، ولم يستطع أحد حل مأساة 23 مليون سوري ؟؟
أماني العلي
المركز الصحفي السوري