علق بعض الكتاب العرب على “اللقاء التشاوري” الذي دعت إليه روسيا لبحث حل سياسي للأزمة السورية في العاصمة موسكو في 27 و 28 من يناير/كانون الثاني الجاري، ووجهت الدعوة فيه إلى شخصيات سورية معارضة.
ففي صحيفة السفير اللبنانية، يقول سمير العيطة: “الرأي العامّ السوريّ يطالب بنقلة نوعيّة تخرج البلاد من الصراع العبثيّ، وعلى ما يبدو أيضاً القوى الإقليّميّة الفاعلة. إذ من اللافت عدم انتقاد أكثر القوى دعماً للمعارضة لهذه الخطوة الروسية.”
ويضيف الكاتب: “ما يهمّ هو ما سيحدث قبل لقاء موسكو، وما الذي ستتفق المعارضة على طرحه على جدول أعمالها ويمكن أن يخلق نقلة نوعيّة للصراع. هل هو فقط النقاش حول جسم الحكم الانتقالي، أم مجموعة من الآليّات والخطوات يمكنها إيقاف الصراع وفكفكة أسسه؟”
وفي الأخبار اللبنانية، يعتبر سعد الله مزرعاني أن لقاء موسكو “خطوة في الاتجاه الصحيح”، مؤكدا أن “ليس من حل عسكري للأزمة السورية المتمادية”.
يقول الكاتب: “إنها خطوة تقع، مبدئياً، في محلها الصحيح، لأن المحاولات السابقة كانت جزءاً من الحرب ولم تكن تعبيراً صادقاً وفعلياً عن مساعٍ لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.”
ويضيف مزرعاني قائلا: “لا شك في أن مجرد الجنوح نحو الحوار، وبالتالي، الحل السياسي، هو أمر مرحب به اليوم وغداً. من هذا المنطلق تقع على منظمي لقاء موسكو أعباء كثيرة لكي يكون فعلاً خطوة أولى في مسار طويل للبحث عن حل سياسي لأزمة فاق تعقيدها كل الحسابات.”
وفي صحيفة الثورة السورية، رحب عبد الحليم سعود بالحوار، مؤكدا أن دمشق هي من دعت إليه منذ الأيام الأولى للأزمة.
يقول سعود: “بات في حكم المؤكد أنه مهما طال أمد الأزمة في سوريا وتشعّبت وتعقّدت وازداد عدد المتورطين في تأجيج نيرانها فإنها آيلة إلى حل سياسي مبني على الحوار والتفاهم شأنها شأن الكثير من الأزمات المعاصرة”
ويرى أنه ” لم يعد بمقدور أحد أن يفرض على السوريين ما لا يقبلونه بعد كل هذا الصمود الأسطوري الذي أبدوه والتضحيات الكبيرة التي قدموها، وأما الحلول التي تأتي عبر الضغط والتهديد والإرهاب والعدوان فمحكومة بالفشل ولا مستقبل لها.”
ويضيف الكاتب بأن روسيا “دولة صديقة وحليفة ومؤتمنة على الحوار وهي لن تسعى إلى فرض أي حل لا يتفق مع مصالح السوريين ورغباتهم، وجهودها تستحق الإشادة والثناء”.
وقال إن روسيا “لم تتأخر في تقديم الدعم والمساندة للشعب السوري وللدولة السورية وسعيها المتواصل لحل الأزمة يبدو جلياً لا يمكن نكرانه أو تجاهله.”