إثر الظروف والحرب التي ستنهي عامها العاشر، فجع السوريون في هذه الحرب.
في ظل هذه السنوات العجاف، خلفت الحرب الكثير من الدمار والتهجير والآرامل والأيتام، الذين ذاقوا من المعاناة ما ذاقوا.
تروي سعاد (اسم مستعار) التي فقدت زوجها وهي تبلغ من العمر 20 عاماً تاركاً لها طفلتهم التي كانت تبلغ من العمر 25 يوماً.
فجع قلب سعاد أول مرة عند وفاة زوجها الذي كانت متعلقة به تعلقاً شديداً، قد توفيَّ إثر استهداف سيارته من قبل طائرة كانت سبب في إحراق السيارة ومن بداخلها.
تقول سعاد: لم يتوقف الأمر عند وفاة زوجي، ابنتي مازال عمرها أيام، لكن بعد سنة كثرت المشاكل في منطقتنا وفقدت والدتي التي كانت تواسيني وتدعمني بحنانها.
تسترسل سعاد (اسم مستعار) حديثها: وأصبحت أنا من يهتم بأخواتي ووالدي وبعد سنة تقريباً، قرر أبي الزواج من امرأة أخرى، لم أستطع كتم دموعي ولم أجرؤ على الاعتراض حتى.
تزوج أبي في مدة قصيرة وزادت معاناتي مع زوجته، مع أني كنت أسعى دوماً كي لا تشتكي مني، واضعة آلامي جانباً، فقد كنت أنظف البيت وأحضر الطعام وأعمل ما بوسعي وأنا منذ دخولها لم أر منها القبول لوجودي في البيت.
تكمل سعاد حديثها وعيناها ممتلئتان بدموع القهر والألم قائلة: رغم ما قدمته لها من احترام وخدمة لم ينفعاني، فهي لا تريد بقائي أنا وابنتي في منزل والدي.
وبات أبي ينصت لكلامها ويتأثر به، والقسوة في تصرفاتهم معي تزداد يوماً بعد يوم، إلى أن أودى بي التفكير في الزواج من أي شخص يتقدم، ومهما يبلغ من العمر ولوصل عمره ال100عام، سأرضى فقط لأهرب من هذا المنزل .
نظرت إليَّ سعاد (اسم مستعار) قائلة: أتعلمي ما أكثر ما يؤلمني، رددت عليها : ماذا؟
قالت: أن تكوني في ظل ظروف قاسية وتجدي أنك عبئاً على أهلك، وهم أقرب الناس إليكِ وملجؤك الوحيد .
كانت تتكلم وقلبها منفطر من البكاء.
مسحت دموعها وقالت: لما يستثقلون وجودي بينهم وأنا لا أكلفهم شيئا، أعمل في تجميل شعر السيدات كي أغطي مصاريفي أنا وابنتي، وأشارك في مصروف المنزل، وأعمل جاهدة لإرضائهم ولا أرى مقابلاً لذلك سوء المعاملة.
قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
“استوصوا بالنساء خيراً” .
(قصة خبرية) فاطمة براء