مظاهرات في معظم مدن المناطق المحررة تدعو لتوحد الفصائل.. وقوات الأشايس تفض اعتصاما للمجلس الكردي في القامشلي بالقوة
نبدأ أخبارنا من حلب شمالا:
تواصل قوات النظام تركيز جهودها على حي الشيخ سعيد على الأطراف الجنوبي لمدينة حلب المحاصرة, وسط اشتباكات عنيفة ومستمرة منذ ثلاثة أيام.
قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة تجددت على عدة محاور بجبهة حي الشيخ سعيد جنوبي حلب, في محاولة من قوات النظام المدعومة بمليشيات حركة النجباء العراقية التقدم والسيطرة على الحي، واستطاع الثوار منذ يوم أمس الخميس وحتى صباح اليوم الجمعة صد جميع محاولات التقدم, ومزيد من الخسائر في صفوف الطرفين, وسط قصف مدفعي وصاروخي مكثف تنفذه قوات النظام على محاور الاشتباك في الحي.
ويسيطر الطرفان مناصفة على حي الشيخ سعيد, فيما تحاول قوات النظام بسط سيطرتها الكاملة على الحي, كونه خط الدفاع الأول عن ما تبقى من أحياء المدينة, كما يتمتع بموقع استراتيجي قريب على مواقع الثوار خارج المدينة, والكليات الحربية بحي الراموسة.
في المقابل قتل عدد من العناصر التابعين للنظام وميليشياته في الاشتباكات الدائرة على جبهة الشيخ سعيد جنوب المدينة.
نعت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري وحزب الله اللبناني اليوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة عناصر من قرية الزهراء الشيعية في مدينة حلب، من بينهم المصور “حسن شريف جظة” الملقب بالفلاح، والتحق بالإعلام الحربي التابع لحزب الله بعد كسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المواليتين، حيث خضع لعدد من الدورات التدريبية في فنون التصوير الحربي، حسب عنب بلدي.
ويشهد حي الشيخ سعيد معارك كر وفر بين النظام والثوار وذلك خلال اليومين الماضيين بعد سيطرة النظام على الحي يوم الأربعاء الفائت ومن ثمة استطاعت فصائل الثوار السيطرة على أجزاء كبيرة من الحي.
إلى ذلك ما يزال تنظيم الدولة يشن هجمات معاكسة على مواقع درع الفرات التي تحاول التقدم والسيطرة على مدينة الباب بريف حلب, ومعارك كر وفر يشهدها الريف القريب من المدينة.
وحسب مصادر ميدانية استعاد تنظيم الدولة فجر اليوم الجمعة قرية قديران بريف الباب, بعد هجوم مباغت شنه عناصر التنظيم من جهة بلدة قباسين, سبقه عملية تسلل لعدة مجموعات تابعة للتنظيم, ودارت اشتباكات عنيفة في محيط البلدة, تمكن التنظيم خلالها من السيطرة عليها بعد استهداف فصائل درع الفرات بعربة مفخخة أوقعت إصابات في صفوفهم وأجبرتها على التراجع, وسط محاولات بدعم تركي لاستعادتها.
وتشهد جبهات ريف مدينة الباب معارك كر وفر بين تنظيم الدولة ودرع الفرات, وسط تقدم لدرع الفرات في مناطق وتراجعه في أخرى, وصعوبة في التقدم على قرى جديدة نظراً للدفاع الشرس الذي يجابه درع الفرات.
في سياق متصل استهدفت الطائرات التركية خمسة مواقع لتنظيم الدولة في منطقة الباب شمالي سوريا، ضمن إطار عملية درع الفرات بمرحلتها الثانية الهادفة للسيطرة على مدينة الباب.
جاء هذا حسب بيان صادر عن هيئة الأركان التركية ترجمته “ترك برس”, تحدث حول مجريات عملية درع الفرات أمس وحتى فجر اليوم, قائلاً: ” شنت طائرات تركية غارات جوية على مواقع التنظيم استهدفت خلالها 3 مباني وعربتين مسلحتين للتنظيم في كل من بزاعا وسفلانية بمنطقة الباب، ما أسفر عن تدمير تلك الأهداف”.
وتواصل تركيا من خلال عملية درع الفرات محاربة تنظيم الدولة ومنع التنظيمات المنطوية بقوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على مناطق جديدة في ريف حلب, لمنع تشكيل جدار على الحدود التركية بحسب وسائل إعلامية عن أنقرة, في الوقت الذي جدد أردوغان الهدف من درع الفرات لمحاربة تنظيمات إرهابية، متراجعاً عن تصريحات أدلى بها بأن هدف عملية “درع الفرات” هو الإطاحة بالنظام.
من جهة أخرى أعلن مجلس قيادة حلب النفير العام, نظراً للهجمة الشرسة التي تنفذها قوات النظام وميليشياته الشيعية على مدينة حلب وريفها.
وجاء ذلك عبر بيان رسمي صادر عن مجلس القيادة دعا فيه المجلس للنفير العام لكل الرجال للدفاع عن أهل المدينة, قائلاً: “وجب النفير العام لكل الرجال القادرين على حمل السلاح للدفاع عن المستضعفين من أهلنا الصامدين في وجه القوى المعتدية القادمة لاستباحة حرمة الأنفس والأموال والأعراض”.
يأتي هذا النفير بعد سيطرة قوات النظام على مساحات واسعة من مدينة حلب المحاصرة في الأطراف الشرقية الشمالية, وسط حالة نزوح لآلاف العائلات, والاستهداف المتواصل لهم، ما تسبب بوقوع العديد من المجازر بحق أهالي حلب, أكثرها دموية مجزرة جب القبة وباب النيرب تجاوزت الـ80 شهيداً.
وشهدت المدينة أكبر عملية اندماج بين فصائل الثوار “11 فصيل”، تحت مسمى “جيش حلب”، يهدف لوقف تقدم قوات النظام على أحياء جديدة واستعادة الأحياء التي سيطرت عليها مؤخراً.
وفي إدلب:
شهدت مدينة إدلب والعديد من المناطق في ريفها مظاهرات حاشدة نصرة لمدينة حلب, كما طالبت جميعها الفصائل بالتوحد والتحرك بشأن الكارثة الإنسانية التي تشهدها المدينة.
أفاد مراسلنا أن مظاهرات عمت شوارع مدينة إدلب, خرج فيها الأهالي بعد صلاة الجمعة, وهتفوا فيها لحلب, وطالبوا بإسقاط النظام والتوحد, كما خرجت مظاهرات أخرى في مدن وقرى أريحا وبنش وسرمين ومعرتمصرين وأطمة وعقرباء ومعرتحرمة بريف إدلب، هتفت لتوحيد الصفوف, وضد القادة الرافضين للتوحد.
كما انطلقت مظاهرات في أحياء بلدة سرمدا الحدودية نادت بتوحد القادة وإشعال الجبهات, ووفق ما نقله ناشطون، أن هذه المظاهرات تحت شعار “قادتنا تقتلنا”, وهي “ثورة على الثورة”.
وبالانتقال إلى ريف دمشق:
دارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام على جبهة بلدة الميدعاني بالغوطة الشرقية، بينما استهدف الثوار تجمعات لقوات الأسد على جبهة بلدة جسرين بقذائف الهاون.
وفي خبر آخر نشرت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أمس الخميس، بيانا صادرا عن كابول مقتل أكثر من ألف شخص من الميليشيات الأفغانية الداعمة للنظام السوري، والمنضوية تحت صفوف الحرس الثوري الإيراني، الذي جندهم وأرسلهم إلى سوريا.
وذكر تقرير للتلفزيون الحكومي الأفغاني (RTE)، أن أكثر من ألف عنصر من الميليشيات الشيعية الأفغانية التي أرسلتها إيران إلى سوريا، قتلوا خلال الاشتباكات الدائرة في الفترة الأخيرة، دون تحديد مدة بعينها.
وتستغل إيران أوضاع اللاجئين الأفغان على أراضيها وتجندهم, وترسلهم للقتال تحت مسمى كتيبة “الفاطميون” إلى جانب النظام السوري عبر دفع مبالغ مالية لهم, وكذلك مع الباكستانيين تحت مسمى كتيبة “زينبيون”.
في القامشلي:
قوات الأشايس تفض اعتصاما للمجلس الكردي في القامشلي بالقوة
فرقت قوات الأشايس التابعة للحزب الديمقراطي الكردي مظاهرة للمجلس الوطني الكردي في مدينة القامشلي.
اقتحمت مجموعة من اتحاد الشبيبة الثورية المعروفة باسم “جوانن شورشكر” التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، اليوم الجمعة، الاعتصام الذي دعا إليه المجلس الوطني الكردي أمام جامع سلمان الفارسي بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، وتقوم بضرب المتظاهرين وتفريقهم بالقوة دون التمييز بين امرأةٍ أو رجل، وملاحقة المتظاهرين في الشوارع والأحياء واعتقال عدد منهم، حسب ناشطين.
علما أن قوات الأسايش تشكلت مع بداية الثورة في سوريا، منذ أكثر من 5 سنوات بهدف سد الفراغ الأمني الذي نشأ نتيجة غياب وضعف النظام السوري ومؤسساته، في محافظة الحسكة.
المركز الصحفي السوري – مريم الأحمد