لا جديد يذكر على الصعيد الأمني في محافظة درعا حيث أنها تحولت ومنذ إبرام اتفاقية التسوية عام 2018 إلى مسرح كبير لعمليات الاغتيال تشهده معظم بلدات ومدن المحافظة.
اغتيال اثنين من رؤساء المجالس البلدية
شهدت مدينة الصنمين في الريف الشمالي لمحافظة درعا صباح اليوم الخميس 24 آذار/مارس عملية اغتيال جديدة، راح ضحيتها وبحسب “درعا 24” رئيس المجلس البلدي المهندس “محمود المحمد العتمة” بعد استهدافه بالرصاص المباشر من قبل مسلحين مجهولين ما أدى لمقتله على الفور.
وفي حادثة متكررة نفذها مسلحون مجهولون لقي رئيس المجلس البلدي في مدينة جاسم شمال درعا العقيد المتقاعد “تيسير حمدي العقلة” مصرعه بعد استهدافه بالرصاص المباشر ما أدى لمقتله على الفور.
الجدير ذكره أن كلا الرئيسين تسلما مناصبهما بعد اغتيال الرؤساء السابقين لكلا المدينتين، فقد تسلم العتمة منصبه في رئاسة المجلس في الصنمين بعد اغتيال الرئيس السابق “عبدالسلام الهيمد” في تشرين الأول/أكتوبر 2020، بينما تسلم العقلة رئاسة المجلس البلدي في جاسم بعد اغتيال الرئيس السابق “راضي الجلم” في كانون الثاني/يناير 2021.
اغتيالات سابقة بحق رؤساء المجالس البلدية
ليس جديداً على محافظة درعا في الجنوب السوري عمليات الاغتيال والتي تستهدف غالباً عناصر من الجيش السوري الحر سابقاً ممن أجروا عمليات تسوية مع النظام السوري، مع تسجيل عشرات الاغتيالات بحق رؤساء المجالس البلدية ونوابهم.
في 23 كانون الأول/ديسمبر 2021 قتل رئيس المجلس البلدي في بلدة النعيمة “علاء العبود” بعد اغتياله عن طريق عبوة ناسفة، في حين قتل نائب الرئيس البلدي لمدينة إنخل شمال درعا “مأمون الجباوي” في نفس الشهر بعد استهدافه بالرصاص المباشر.
كما قتل رئيس بلدية بلدة عتمان “فيصل اسماعيل علوه” في تموز/يوليو 2021 وسبقه مقتل رئيس بلدية إيب “فضل جاد الله المصلح” والمهندس عبدالسلام الهيمد رئيس مجلس مدينة الصنمين منتصف عام 2021.
يذكر أن بداية عام 2019 عاش رؤساء المجالس البلدية في محافظة درعا حالةً من الخوف والذعر عقب استهدافهم بشكل خاص بعمليات الاغتيال، حيث شهدت المحافظة ومع بداية العام ثلاث عمليات اغتيال راح ضحيتها رئيس بلدية المسيفرة في ريف درعا الشرقي، ورئيسا بلدية اليادودة والمزيريب في ريف درعا الغربي.
ازدياد وتيرة الاغتيالات عقب التسويات
ارتفعت وتيرة الاغتيالات في محافظة درعا بشكل ملحوظ بعد انتهاء التسويات في أيلول/سبتمبر 2021 مستهدفةً قياديين سابقين في فصائل المعارضة، سواءً ممن عملوا عقب التسوية مع قوات النظام أو فضلوا الجلوس في منازلهم كمدنيين لا ينتمون لأية فصيل.
وبعد إنهاء بنود التسوية وعودة الاستقرار إلى مناطق الريف الغربي ودرعا البلد عادت مجددا إلى الساحة مجدداً عمليات الاغتيال بكثرة، فقد وثق مكتب توثيق الشهداء في درعا 48 عملية اغتيال ومحاولة اغتيال في المحافظة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021.
وكشفت مصادر مقربة من لجنة حوران المركزية لموقع “سوريا على طول” أن إيران والمليشيات المرتبطة بها تقف وراء الاغتيالات في محافظة درعا، بالإضافة للفلتان الأمني الذي يقف النظام خلفه في المحافظة، وأن التيار الإيراني المتمثل بالمخابرات الجوية وفرع المداهمات 215، ومكتب أمن الفرقة الرابعة يقفون وراء تنفيذ غالبية الاغتيالات.
في سياق متصل قال تجمع أحرار حوران أن كلاً من الشابين محمد مأمون الشحادات” و “لورنس نبيل البرهومي” لقيا مصرعهما أول أمس الثلاثاء، بعمليات اغتيال متفرقة في كل من المزيريب وداعل، وأحدهما مدني والآخر عنصر سابق في الجيش الحر.
تقرير خبري_ إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع