في عمليات وصفت بالمسرحية، وأنها خِداعٌ للمجتمع الدولي وتضليلٌ للرأي العام، تفرجُ قوات النظام عن دفعات قليلة من المعتقلين، ممن لم تحتجزهم على خلفية الثورة السورية، ومشاركتهم فيها أومعارضتهم لرأس النظام للأسد، بل وصفتهم بأن أيديهم لم تتطلخ بالدماء.
بحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، أفرجت قوات النظام أمس الخميس 15 تموز/يوليو، عن 81 معتقلاً بموجب المرسوم الرئاسي رقم 13 لعام 2021 والذي لا يشمل المعتقلين السياسيين، بل اقتصر على مرتكبي الجنح والمخالفات والجنايات.
ولم تتكافأ أعداد المفرج عنهم مع أعداد المعتقلين بعد إصدار مرسوم العفو، إذ بينت الشبكة أن 176 شخصا اعتقلتهم قوات النظام السوري، بعد إصدار المرسوم في 2 مايو/أيار الفائت، من بينهم 5 أطفال وسيدتان، في حين أفرجت عن 81 معتقلاً، من ضمنهم مالا يقل عن 63 شخصا أفرج عنهم، بعد انتهاء مدة أحكامهم، لكن النظام بيّن أنهم خرجوا بموجب مرسوم العفو.
ومن بين الأشخاص المفرج عنهم أمس 17 سيدة وإعلاميين انتقدوا الوضع المعيشي و موظفين حكوميين و محاميين وطلاب جامعيين.
وتراوحت فترة اعتقالهم بين شهرين و 6 أشهر، وكان سبب الاعتقال إضعاف الشعور القومي و نشر أنباء توهن نفسية الأمة.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بلغ أعداد المعتقلين والمغييبين قسراً في سجون قوات النظام 131 ألف معتقلاً، وذلك على خلفية الحراك الشعبي المعارض للأسد، ولم تشمل أولئك المعتقلين أي عفو كان قد أصدره الأسد سابقاً، والتي بلغت تلك المراسيم 18 مرسوم عفو، والتي استغلها نظام الأسد لصالحه في الإفراج عن مجرمين ومتطرفين جندهم ضمن صفوف مليشياته.
يذكر أن نظام الأسد أفرج خلال الأشهر السابقة عن عدد من معتقلي الغوطة الشرقية في بلدات دوما وكفربطنا وغيرها، لكن تلك الدفعات والتي صدم نظام الأسد فيها المدنيين، بعد حشدهم لساعات في الساحات فاجأتهم بالإفراج عن عدد محدود فقط ممن اعتقلتهم قبل أيام أو من المحكومين بجنح ومخالفات وجنايات.
وأظهرت صور لمعتقلين أفرجت عنهم قوات النظام من مدينة كفربطنا بريف دمشق، أوضاعاً صحية مذرية لبعض السجناء، حيث تداولها ناشطون بشكل كبير وقارنوا بين صورهم قبل وبعد الاعتقال، واصفين أولئك المفرج عنهم بالهياكل العظمية، لكن نظام الأسد أفرج عن تلك الدفعة فقط من موقوفين سابقين.
وفي الدفعات السابقة أصبح يفرج عن المعتقلين لجنح أخرى، وذلك لكسب الرأي العام وتحسين صورته أمام المجتمع الدولي.
أما عدد القتلى في سجون نظام الأسد خلال عشر سنوات من الثورة السورية، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 42 ألف شخص قتلوا تحت التعذيب، معظمهم في سجون نظام الأسد، كانت أغلب تلك الحالات بين عامي 2012 و 2013.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
ابراهيم الخطيب