خلال ثلاث ساعات فقط، وفي مساحة جغرافية ليست أكثر من عشرات الكيلومترات، تعرّضت الدورية الأمريكية يوم أول أمس إلى موقفين، خلال مرورها بقرى القامشلي في شمال شرق سوريا، المنطقة السورية الأكثر انشغالاً بالقوات الأجنبية على اختلاف راياتها، بيدَ أنّ وسائل إعلام محلّية خلطت بين الحادثتين، قبل أن تكشف بروكار برس ما جرى هناك.
وعلى مدار اليومين الماضيين تناقلت منصّات التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوّراً لشخصٍ يصرخ بوجه الأمريكان، ويحمل بيده علماً أمريكياً بدا أنّه انتزعه من إحدى العربات العسكرية، وتناقل البعض الحادثة على أنّها جزء من حادثة إطلاق النار في ريف القامشلي، لكنّ مصادر خاصّة أوضحت لموقعنا أنّ الشخص الذي ظهر بالتسجيلات هو فتحو أحمد البرهو ويبلغ من العمر 40عاماً، والدته من آل الشويخ، وينحدر من عشيرة البوعاصي العربية.
ويقطن البرهو في قرية “بوير بو عاصي” 17كيلو متر جنوب القامشلي، إلى الغرب من طريق القامشلي – تل حميس، وفي قريته وقعت حادثة اعتراض الدورية الأمريكية وانتزاع العلم الأمريكي وليس كما ذُكر أنَّ الحادثة وقعت في قرية “خربة عمو” التي تبعد عن قرية “بوير بوعاصي” نحو 15كيلو متر إلى الشمال الشرقي.
تفاصيل ما حدث؟
أوّل موقف يعترض الدورية الأمريكية هو اعتراضها من قبل البرهو وآخرين في قرية “بوير بو عاصي”، وما إن تمّ تصوير الرجل وتسجيل موقفه، حتّى انصرف واستأنفت الدورية مسارها، متّجهةً إلى مدينة القامشلي، ومنها إلى قرية خربة عمو التي تقطنها عشيرة أخرى هي عشيرة الغنامة العربية.
وحاول حاجز لقوات النظام منع الدورية الأمريكية من المرور، مع أشخاصٍ من القرية (خربة عمو)، وتحديداً على طريق علايا – خربة عمو شرق القامشلي.
وفيما بدا أنّه تنسيق بين حاجز النظام وبعض السكان المحلّيين، تمّ قطع الطريق على الدورية الأمريكية التي قالت مصادرنا إنّها أطلقت النار والقنابل الدخانية، وقتلت شخص يدعى فيصل خالد البري (تم تشييعه اليوم من مستشفى القامشلي الوطني) وجرحت آخر، تبيّن أنهما عنصران في ميليشيا تسمى “كتائب البعث”وليسا مدنيّان كما روّج إعلام النظام.
وردّاً على إطلاق النار الأمريكي الذي قال التحالف الدولي إنّه ردّ على استهداف ناري، تمّ استهداف الآليات الأمريكية بالأسلحة الرشاشة، لتستقدم القوات الأمريكية مساندة عسكرية من 5 مركبات مع تحليق للطيران الأمريكي في أجواء القرية مع فتح جدار الصوت، وتنفيذ غارات على أطراف القرية، بعدها وعلى الفور حضرت دورية روسية لمكان الحادثة للسيطرة على الوضع ومنع الأمور من التدهور أكثر.
من هو فتحو البرهو؟
علمت بروكار برس، أنّ البرهو يعمل سائقاً في بلدية القامشلي، وأنّ والدهُ أحمد – توفي في العام 2010م- كان من المشاركين في “حرب تشرين” التي أصيب فيها مع شقيقه الذي كان أيضا من المشاركين في تلك الحرب، وهو ما يفاخر فيه أفراد العائلة التي خرج منها سلمان محمد البرهو وكان في فرع المخابرات الجوية التابع للنظام وقد فقد حياته في العام 2014م في حلب، كما ينتمي لها شخص آخر منضوٍ في صفوف قوات النظام منذ عام 2010.
نقلا عن: بروكار برس