اطلاق سراح الحرة روان قداح مقابل النقيب راني مخلوف .
تمكنت جبهة النصرة في بلدة الحارة بريف درعا من عقد صفقة تبادل اسرى مع نظام الاسد حسب ما قال ابو شهد الحوراني عضو اتحاد تنسيقات الثورة في محافظة درعا لـ ‘القدس العربي’.
وقال المصدر نفسه ان أسيرا لدى جبهة النصرة وهو الضابط راني مخلوف برتبة نقيب مع عنصر أخر لقوات النظام تمت مبادلتهما بالقرب من مفرزة الأمن العسكري في بلدة الحارة، مقابل ثماني نساء من درعا إحداهن الطفلة روان قداح من بلدة نوى، وهي التي اشتهرت عندما عرض النظام شريط فيديو لها بعد اعتقالها تقول فيه ان والدها اجبرها على اقامة علاقة جنسية مع مقاتلين من جبهة النصرة ، في قضية اثارت انتقادات واسعة لاعلام النظام الذي طالما اتهم بالتزوير والفبركة واستخدام اساليب غير اخلاقية حتى مع طفلة لم تبلغ السبعة عشر عاما.
وبعد الاتفاق على الاسماء بدأت مرحلة التنفيذ حيث قامت جبهة النصرة المشرفة على التبادل بالانتشار في قرية نمر بكامل عتادها خوفا من غدر نظام الاسد.
وبدأت المبادلة بفك اسر المعتقلات الواحدة تلو الاخرى تباعا حتى الوصول الى اليوم الاخير من المبادلة فتم تجهيز الاسير راني مخلوف، واطلق الثوار سراحه بعد فترة تتجاوز الثلاثة اشهر من الاعتقال لدى جبهه النصرة، فتم فك اسره بالتزامن مع اطلاق اخر معتقلة من نساء درعا المتفق على تحريرهن.
تضمنت الصفقة ثلاث نساء من مدينة انخل واثنتين من مدينة الصنمين واثنتين من درعا البلد و واحدة من مدينة نوى وهي روان قداح التي تم اعتقالها على احد الحواجز بصفتها مراسلة بين الثوار، وللضغط على والدها ميلاد قداح (ابو طه) القيادي المعروف في كتائب المعارضة المسلحة بدرعا لتسليم نفسه، حيث داهمت قوات النظام منزله اكثر من مرة دون ان تفلح بالقبض عليه لتلجأ الى اعتقال ابنته روان عند الحاجز العسكري.
وقد تراوحت مدة اسر المعتقلات ما بين الثلاثة اشهر الى السنة ونصف. وقد عرض شريط فيديو قبل ايام يوضح عملية التبادل دون تأكيد وجود روان ضمن الصفقة حينها التي تمت في بلدة الحارة.
وسبب اختيار بلدة الحارة كونها تعتبر قلعة حصينة بالنسبة لعناصر جبهه النصرةـ فقد تم انتشار عدد كبير من مقاتلين الجبهه خوفا من غدر اثناء المبادلة. حيث تم اتصال بشكل مباشر بين ممثلي النظام بمفرزة الامن العسكري بمدينة الحارة وعناصر جبهة النصرة بشكل مباشر دون تواسط من احد.
استغرقت مدة التفاوض على التبادل اكثر من خمسة وعشرين يوما للاتفاق على اسماء النساء اللواتي تريد جبهة النصرة تحريرهنّ حيث عملت الجبهه على محاولة الوصول الى اكبر عدد من النساء ومن مناطق مختلفة في درعا.
وقال لوكا الزعبي عضو اتحاد تنسيقات الثورة في محافظة درعا لـ ‘القدس العربي’ انه تم أسر الضابط راني مخلوف وقتل مائة وسبعة عناصر بينهم خمسة ضباط احدهم برتبه عقيد من قوات النظام اثناء تحرير مشفى جاسم في معركة سميت ‘نصر من الله وفتح قريب’، وذلك بتفجير بناء القبو التابع للمشفى بعد تحصن من تبقى من قوات الاسد فيه و تمكن الثوار خلالها من بسط سيطرتهم الكاملة على حاجز المشفى وثكنة المشفى الوطني بالكامل حسب ما اعلن المكتب الاعلامي بقيادة غرفة عمليات المنطقة الشماليه الغربية في درعا. وأضاف متحدث باسم الجبهة أن لديهم مزيدا من الأسرى، وأن عمليات مبادلة أخرى قد تتم في وقت لاحق مع نظام الاسد لفك اسر أكبر عدد ممكن من المتعتقلين لدى سجون النظام. وقال المصدر نفسه بان ‘الضابط المحرر او الاسرى الباقين لديهم يعاملون معاملة اسرى حرب كما كان يعامل الرسول ص والصحابه الكرام الاسرى دون أي مضايقة او تنكيل على عكس الصورة التي تنقل عبر الاعلام’.
وقد قابل اهالي مدينة درعا هذه العملية الاولى من نوعها بعد الانتصارات المتتالية في الريف الغربي وتحرير التل الاحمر الغربي وسجن غرز المركزي وصوامع الحبوب بالتفاؤل كبشرى لفك اسر عدد اكبر بالمرة القادمة فيما تهافت الاهالي على تسجيل اسماء ابنائهم من المعتقلين للمبادلة معهم في الصفقات القادمة او معرفة مصيرهم المجهول منذ سنوات.