يُظهِر تجدد المعارك تضاؤل فرص تجديد هدنة انهارت مع استئناف القتال والقصف، الذي شمل هجوما على قافلة للمساعدات يعتقد مسؤولون أميركيون أن طائرات روسية نفذته. ورغم اتهام روسيا بأنها وراء قصف قافلة المساعدات، فإن الولايات المتحدة تقول إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه بالمشاركة مع روسيا «لم يمت».
لكن الاتفاق – الذي ربما يكون الأمل الأخير للتوصل إلى تسوية في سوريا، قبل أن تترك إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما السلطة – يسير في مسار جميع جهود السلام السابقة في سوريا، إذ ما زال دبلوماسيون يوصون به حتى بعد فترة طويلة من تخلي الأطراف المتحاربة عنه.
وقال أبو البراء الحموي، وهو قيادي بالمعارضة المسلحة يحارب في إطار تحالف جيش الفتح، لرويترز، إن الهجوم كان مكثفا جدا، ومهدت له طائرات روسية، لكن مقاتلي المعارضة صدوه.
وأضاف أن مسلحي المعارضة دمروا 4 دبابات، وألحقوا خسائر فادحة بالقوات الحكومية. وقال التلفزيون الحكومي السوري إن القوات الحكومية قتلت عددا من مقاتلي المعارضة
ودمرت مركباتهم.
وقالت مصادر بالمعارضة إن محاولة من جانب قوات موالية للحكومة، للتقدم في منطقة حندرات إلى الشمال من حلب، تم صدها كذلك. ولم تذكر وسائل الإعلام الموالية للحكومة شيئا عن ذلك الهجوم. وقال المرصد إن طائرة مقاتلة سورية تحطمت قرب دمشق، قائلا إن سبب التحطم ومصير الطيار لم يُعرَفا بعد. وقال تنظيم الدولة إن الطائرة أسقطت.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الجيش السوري، قوله إنه تم إنقاذ الطيار الذي تحطمت طائرته بعد توجيه ضربة لمقاتلي الدولة شمالي دمشق، أمس الأربعاء.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر عسكري قوله: «سقوط طائرة حربية بعد تنفيذ مهمة قتالية ضد تجمعات تنظيم الدولة، في القلمون الشرقي بريف دمشق، وإنقاذ الطيار».
لكن المصدر لم يوضح سبب سقوط الطائرة، وهل نتج عن عطل فني أم هجوم. وفي وقت سابق أعلنت وكالة أعماق التابعة للتنظيم، في بيان على الإنترنت، مسؤولية تنظيم الدولة عن إسقاط الطائرة.
وبدأ العمل بالهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا في 12 من سبتمبر، في إطار اتفاق يهدف إلى تسهيل دخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وفي الاتفاق الذي تبقى تفاصيله سرية، اتفقت واشنطن وموسكو اللتان تساندان أطرافا متعارضة في الحرب بين حكومة الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة، على أن تستهدفا بشكل مشترك المسلحين باعتبارهم العدو المشترك.
لكن مثل هذا التعاون، غير المسبوق، يظل دائما مقامرة خطيرة، في وقت تراجعت فيه الثقة بين طرفي الحرب الباردة إلى أدنى مستوى لها في عقود. ووافق كيري على الاتفاق رغم معارضة شخصيات بارزة أخرى في الإدارة الأميركية، وأقر بأنه هش ونتائجه غير مؤكدة.;
العرب القطرية