أبدت إسرائيل ارتياحها الشديد للمستقبل “الواعد” في العلاقات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظام السيسي، متوقعة أن ينشأ “تحالف قوي بينهما في مواجهة الإسلام المتطرف”، وعلى وجه الخصوص جماعة الإخوان المسلمين.
واعتبر “مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة”، المقرب من الحكومة الإسرائيلية، والذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق أن المكالمة الهاتفية التي تمت مؤخرا بين ترامب والسيسي مثلت “صفحة جديدة” في العلاقات بين الطرفين.
وأشار المركز في تقدير موقف نشره اليوم على موقعه، وترجمته “عربي21“، أن العلاقة بين نظام السيسي والولايات المتحدة في عهد إدارة ترامب ستتحول إلى تحالف قوي وطويل الأمد في مواجهة “الإرهاب الإسلامي”.
وأشار التقدير الذي أعده يوني بن مناحيم، رئيس سلطة البث الإسرائيلية السابق أن صعود ترامب للحكم سينهي “العلاقات الباردة” التي كانت سائدة بين نظام السيسي وإدارة أوباما، منوها إلى أن التعاون بين إدارة ترامب ونظام السيسي سيشمل تقديم الأمريكيين دعما عسكريا وتوسيع دائرة التعاون الاستخباري.
وتوقع المركز أن يقدم ترامب لنظام السيسي عتادا تكنولوجيا يساعده في حربه على الإسلاميين، مشيرا إلى أن السيسي سيحاول توظيف علاقته مع ترامب في تعزيز مكانة نظامه الإقليمية.
وكان “مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة” قد أصدر الأسبوع الماضي دراسة أكدت أن إسرائيل مرتاحة لتوجه إدارة ترامب نحو استهداف جماعة “الإخوان المسلمين”، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة تمثل “إسنادا” قويا لنظام السيسي، الذي يُنظر إليه في تل أبيب على أنه “حليف موثوق”.
واعتبر المركز أن التوجهات الأمريكية الجديدة ستمثل “إسهاما كبيرا في دعم الأمن الإسرائيلي على اعتبار أنه يساعد على المس بحركة حماس والفرع الشمالي من الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح”، إلى جانب دورها المحتمل في دعم استقرار نظام السيسي.
ونوه المركز أن حكومة نتنياهو ستطلب من أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة دعم توجهات الإدارة الجديدة وتوفير الأرضية التي تسمح بتقليص هامش المناورة أمام “الإخوان”. ولفت المركز الأنظار إلى “حقيقة أن كبار أعضاء فريق ترامب أوضحوا بما لا يقبل التأويل أن الإدارة الجديدة ستحدث تغييرا جذريا على السياسة الأمريكية المتبعة حاليا تجاه “الإخوان المسلمين”.
وأشار التقدير إلى أن ريك تيلرسون، الذي عينه ترامب وزيرا للخارجية ربط في إفادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي قبل ثلاثة أيام بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم “الدولة الإسلامية” كحركتين يتوجب استهدافهما في المرحلة القادمة.
ونوه التقدير إلى أن ما يعزز التوجه الأمريكي نحو استهداف “الإخوان المسلمين” هو حماسة الأغلبية الجمهورية في الكونغرس لتغيير نمط تعاطي الولايات المتحدة مع الجماعة، مشيرا بشكل خاص إلى مشروع القانون الذي قدمه المرشح الرئاسي الجمهوري السابق السيناتور تيد كروز، والذي ينص على ضم الجماعة إلى قائمة التنظيمات “الإرهابية”.
واعتبر المركز أن استنفار إسرائيل لحث “أصدقائها” من المشرعين الأمريكيين على دعم مشروع كروز مهم جدا، على اعتبار أنه يمثل مصلحة إسرائيلية.
وأشاد المركز إلى أن مجلس النواب المصري سيرسل وفدا لواشنطن بهدف اقناع أعضاء الكونغرس بدعم مشروع قانون السيناتور كروز من خلال عرض قائمة “بالأنشطة والعمليات الإرهابية التي تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين”.
ونوه التقدير إلى أنه سبق لأعضاء من مجلس النواب المصري أن التقوا المستشار السياسي لترامب؛ وليد فارس وعرضوا عليه “أدلة تثبت تورط الإخوان في عمليات إرهابية”.
عربي 21