الشتاءُ والصيف، رحلتا مرارٍ أعاقتا المهجرين السوريين في المخيمات عند حلولهما، ففصلُ الصيف لم يحمل شيئاً مختلفاً عن الشتاء، بل كان فصلاً جديداً من فصول المعاناة محولاً مخيمات النازحين إلى كتلة حارة لاهبة لا يطاق العيش فيها، على عكس الشتاء والذي يعاني فيه الأهالي بحثاً عن الدفء.
انعدام الخدمات تفاقم المعاناة…
يحتارُ اللاجئون في الخيام في البحث عن وسائل للتبريد وتخفيف الحرارة المنعكسة على خيامهم وأسقف منازلهم البلاستيكية، حيث يتجه معظمهم للخروج من تلك الخيام إلى ظل الأشجار في حال وجودها بجانب خيامهم، وإن لم توجد يسعى الكثير منهم لبل بعض الأقمشة بالمياه ووضعها على رؤوس الأطفال.
تقول أم علي إحدى المهجرات نحو مخيمات النازحين أن البراد والذي يحفظ الطعام ويبرد المياه أصبح شيئاً من الماضي وحلماً للكثيرين، وأنها تضطر لشراء الثلج يومياً من مصادر غير معروفة تسبب أمراضاً لأطفالها عدا عن ارتفاع أسعاره والتي تزيد صعوبة المعيشة، وفي سياق آخر، تقول أم علي أن الخيمة تلهب والأسقف المستعارة تؤرقهم صيف شتاء.
آثار سلبية وأضرار جسدية..
خلال زيارتي لإحدى المخيمات في الشمال السوري جلست مع أم أحمد وقد تغيرت معالمها جراء الحر الشديد والتي اشتكت قائلةً ” والله من كتر الشوب ما عم نعرف شو نعمل والأولاد عم تتحسس أجسادهم من الحر عدا عن تعرضهم للرعاف ونوبات الحمى، وضربات الشمس”.
تكمل أم أحمد قائلة: ” الحال الله يساعد وهي تتحسر على سنين كانت تقضيها تحت سقف منزلها المتواضع، وحديقته التي تحتضن كل من بناتها وأبنائها وأحفادها، مقلتاها ادماها القهر وقد نظرت من حولها لترى أين وصل بها الحال”.
قدمت إحداهن لمشاركتنا الجلسة لتقع من فورها أرضاً، بعد إسعافها لمستشفى قريب تبين أنها تعرضت لضربة شمس ولم يحتمل جسدها النحيل آثار الحرارة، في حين تزيد حدة الحرارة المخاطر على النساء الحوامل وصحتهن مع أجنتهن.
مخاطر تحيط بالمدنيين من كل الجوانب..
يزداد مع فصل الصيف انتشار الحشرات الضارة داخل المخيمات بشكل كبير، وتهدد تلك الحشرات حياة المدنيين نظراً لسمية بعضها كالعقارب والأفاعي، ومن المخاطر الأخرى والتي تهدد المدنيين داخل المخيمات نشوب الحرائق نظراً لارتفاع درجات الحرارة والمواد البلاستيكية المصنعة للخيام.
وأوصى فريق الدفاع المدني بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة المدنيين شمال غرب سوريا إبعاد المصادر الحرارية عن المواد سريعة الاشتعال، في حين قال الفريق أن عناصره أخمدوا 354 حريقاً في شمال غرب سوريا تسببوا بمقتل مدنيين اثنين خلال شهر حزيران/يونيو الفائت.
فاطمة براء
المركز الصحفي السوري