يشكل اقتناء الكتب هواية وهاجس لدى أي قارئ شغوف بالمطالعة وتعزيز محصلته الثقافية، فالقراءة هي غذاء الروح كما يقال وهي أيضا غذاء للعقول الراقية والمحبة للثقافة والعلم ولكن، الغلاء وسوء الوضع المادي قد يؤدي إلى عدم القدرة على اقتناء الكتب وتشكيل مكتبه خاصة.
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
في الشمال السوري بشكل عام وفي مدينة إدلب بشكل خاص تقل المكتبات وترتفع أسعار الكتب بالنظر للوضع المعاشي للمواطنين فيها، فسعر رواية تبلغ 400 صفحة قد يصل إلى 25 ليرة تركية أما رواية الجيب او الروايات الصغيرة فأقل ثمن قد تحصل عليها بـ 15 ليرة تركية.
أما الكُتب المترجمة فأغلى ثمناً فقد يصل سعر كتاب مترجم يزيد عن 500 صفحة إلى 40 ليرة تركية وذلك حسب مكتبة البنان في مدينة إدلب.
أما الأسباب فتختلف ولكن مردها جميعاً إلى الوضع الاقتصادي العام للناس، أبو خالد عطية هو صاحب مكتبة في شارع الجلاء في مدينة إدلب لخص الأسباب التي ترفع اسعار الكتب في هذا الحديث.
” الأسباب متعددة ومنها الكتب المترجمة معظمها مستوردة من تركيا أو من مناطق النظام وهذا ما يرفع سعرها، بسبب تكاليف النقل وارتفاع أسعار الدولار أمام الليرة وكذلك نوع الورق والغلاف يحدد سعر الكتب فالكتاب الذي يكون بعدد صفحات كبيرة أكثر سعراً من الكتاب الأصغر “.
وقد نظيف إلى كلام أبو خالد وهي عزوف الشباب والناس بشكل عام عن القراءة والفراغ الذي خلقته وسائل الاتصال الحديثة كالأنترنت ووسائل التواصل والهواتف النقالة الذكية، فقد تحصل على أي كتاب تريده بخمس دقائق بعد تحميله من الإنترنت من دون أن تدفع قرش واحد ثمناً له، عدا مصاريف الاتصال على الإنترنت وهذا ما قاله هاني ميرزا وهو شاب جامعي يدرس اللغة العربية في جامعة إدلب حيث يقول:
” مع أن الحصول على الكتب أكثر سهولة عبر الإنترنت ولكنني أفضل الكتب الورقية لأن هناك علاقة روحية تنشأ بينك وبين الكتاب وأنت تلمس صفحاته وتشم رائحة أوراقه ويتملك الفخر عندما يزداد عدد الكتب في مكتبتك الخاصة وكأنها ثروة تعتز بها ” .
ومع ارتفاع الأسعار لجأت بعض المكتبات إلى حلول تُخفف الأسعار ومنها طباعة الكتب بعد سحب نسخ منها عبر الإنترنت وذلك في مطابع بسيطة في المحافظة ولو أن هكذا حل قد يُخفض الجودة ويقلل نوعية الكتب والورق والأغلفة ولكن يبقى حل يقلل التكاليف ويسمح لمحبي القراءة باقتناء كتب رخيصة الثمن وثمينة القيمة الفكرية.
يبقى الكتاب كما يقول المثل السائد خير جليس في الزمان، والأمة التي تكتب وتؤلف هي الأمة التي تفتح باباً واسعاً للمستقبل.
المركز الصحفي السوري
ضياء عسود