ما إن ينتصف شهر رمضان المبارك ويقترب عيد الفطر، حتى تعج الأسواق في سوريا بالناس الباحثين عن أحدث موديلات الألبسة لهم ولأطفالهم، لكن الغالبية يأخذون العيد على أنه للأطفال، لكن هذا العيد يحمل اختلافات كبيرة عن سابقاته، وعلى رأسها الضائقة الاقتصادية وغلاء الأسعار.
“أم محمد” أمٌ لستة أطفال، هجرت مع عائلتها إلى عفرين في ريف حلب الشمالي، واليوم مع اقتراب عيد الفطر بدأ غالبية الناس بتجهيز ألبسة جديدة لأطفالهم، وتقول “الأطفال لا ذنب لهم بالحرب، نحن مجبرون على شراء ألبسة جديدة لهم وإدخال الفرح على قلبهم ولو لساعات، وننسيهم بعض الذي عانوه من قصف وتهجير وحرمان، وقررت هذه السنة أن أشتري الملابس الجديدة لهم، ولو كانت عملية الشراء بالدين”
تفاجأت أم محمد بالأسعار، واضطرت لاستقراض المال لإكمال أسعار ألبسة أطفالها ” تفاجأت بالأسعار وارتفاعها هذه السنة، وقررت بعد رؤية الأسعار أنني سأشتري لهم الألبسة مهما كلفني الأمر، فسعادة أولادي أغلى من الدنيا، وقد كلفني الأمر مايقارب 2000 ليرة تركية لأولادي الستة، رغم أن جودة الملابس التي اشتريتها متوسطة وليست من الماركات الغالية والأقمشة الممتازة”
ليست أم محمد فقط من عانت من ارتفاع الأسعار في الشمال السوري، فمع بداية شهر رمضان المبارك تفاجأ الناس بالأسعار المرتفعة بدءاً من المواد الغذائية والخضروات، وانتهاءاً بالألبسة وحلويات العيد، وزاد ارتفاع الأسعار من معاناة المدنيين في الشمال السوري، عدا عن أن معظم سكان المنطقة من النازحين الذي لا يجدون قوت يومهم.
تراجع الحركة الشرائية في محلات الألبسة في الشمال السوري
يشتكي أصحاب معارض الألبسة والمحلات من تراجع الحركة الشرائية في محلاتهم، وعدم قدرتهم على البيع بشكل جيد نظراً لارتفاع الأسعار، وتأتي تلك الشكوى في وقت يعتبر موسماً لبيع الألبسة حيث يعتمد معظم أصحاب محلات الألبسة على البيع خلال فترة ما قبل العيد، حيث تزيد الحركة الشرائية، لكن هذه السنة بات البيع شبه معدوم.
“عمران العبدالله” صاحب محل ألبسة “ون بيس” لبيع الألبسة الرجالية في منطقة أطمة في الشمال السوري يحكي في حديث للمركز الصحفي السوري عن تراجع الحركة الشرائية ونسبة البيع في أسواق أطمة وفي محله تحديداً هذه الأيام مقارنةً مع السنة الفائتة.
يقول عمران “تراجعت الحركة الشرائية بنسبة 50 بالمائة مقارنةً مع العام الفائت، ليصبح قدوم الزبائن إلى المحل وشرائهم للألبسة خفيف جداً، ويعود ذلك لارتفاع أسعار الملابس من المصدر، حيث ارتفعت بنسبة لا تقل عن 50 بالمائة أيضاً، عدا عن الأوضاع الاقتصادية السيئة للمدنيين”
الملابس المستعملة بديل لغالبية الأهالي
تلجأ نسبة كبيرة من أهالي الشمال السوري إلى الملابس الأوروبية المستعملة أو ما يعرف ب “البالة” لكسوة أنفسهم وعوائلهم، وذلك بعدما جعلوه بديلاً عن الألبسة الجديدة غالية الثمن مقارنةً مع أسعار الألبسة الأوروبية المستعملة.
ورغم المعوقات التي واجهت البالة مؤخراً من توقف دخولها إلى الشمال السوري وارتفاع ثمنها بشكل ملحوظ إلا أنّ الأهالي لا يزالون يتجهون نحو المحلات التي تعرض ألبسة البالة، لأنها ورغم الارتفاع في الأسعار لايزال سعرها مقبول نوعاً ما، وتلك المحلات ترضي جميع الأطراف من حيث السعر والجودة، حيث يجد الناس هناك ألبسة مختلفة الجودة تصل أحياناً إلى ماركات عالمية، ويفضل الكثير ألبسة البالة على الألبسة الجديدة.
تقرير خبري بقلم: إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع