قلة في عدد القطيع وضعف الإقبال من المربين، هذا وغيره يثير تساؤلات المهتمين بالثروة الحيوانية عامّة، أين ذهبت الأغنام؟!
في جولة لمراسلي المركز الصحفي السوري محاولة لتقديم إجابات…
“اليوم لا أملك ولا حتى خروفا واحدا، بعت 50 رأس غنم بداية الصيف الفائت كانت الحيلة والفتيلة، وأعمل الآن في كمسيون في أسواق الغنم في منطقة إعزاز”، هذا ما قاله “أبو غازي” نازح من منطقة قصر “ابن وردان” في ريف حماه الشرقي.
التهجير وفقد مئتي رأس غنم
شهدت المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام في حملاته الأخيرة خسارة كبيرة في الثروة الحيوانية بين قصف وموت في رحلة التهجير.
ويردف المربي “أبو غازي” قائلا:
” شتاء عام 2018، تعرضت منطقتنا لهجمة شرسة بالطائرات السورية والروسية، فقدت 50 رأس غنم، عندما سقط برميل متفجر على إحدى الحظائر، وعندما بدأ الجيش باقتحام منطقتنا، اضطررنا للخروج، بمئة رأس غنم تقريباً، إلى منطقة أطمة شمال إدلب، مات الكثير منها على الطريق الصعبة الطويلة المزدحمة، كنا نريد النجاة بأرواحنا أولاً، فاضطررنا شمال سنجار إلى أن نترك ما يقارب 50 رأس غنم، تركت المنطقة الحدودية شمال إدلب، واتجهت لمنطقة إعزاز باحثاً عن مناطق لزراعة الشعير”.
ندرة المراعي وغلاء أسعار العلف
ما آلت له الظروف شمال حلب من تغيير في المزروعات واكتظاظ سكاني شغل الأراضي الزراعية بالخيام، ليتابع “أبو غازي” حديثه:
” لم تكن المنطقة هنا كسابق عهدها، كانت أغلب االمزروعات نبات الشعير ولكن الأرباح التي تدرها المحاصيل الأخرى كالكمون وحبة البركة، جعلت الفلاح يتجه لزراعتها على حساب الشعير الذي نستفيد منه كعلف للدواب، ومن الأرض المحصودة منطقة للرعي، إضافة لغلاء أسعار العلف الجاهز ” المركب”، هذا الربيع تكلفت أكثر من ألف دولار ثمن أعلاف فقررت بيع أغنامي”.
أسعار الأعلاف لا تتناسب مع إنتاجيّة الأغنام
يقول “أبو محمّد” تاجر أعلاف وأغنام: “مربو الأغنام لا يستطيعون الشراء بسبب الأسعار الجنونية للعلف، فتكلفة علف الرأس الواحد من الأغنام في السنة أكثر من الإنتاج إذا ما حسبت سعر الخروف و محصولها من الحليب”.
“وصل سعر طن الشعير ل500 دولار أمريكي والعلف المركب حوالي 400 دولار أمريكي، في حين أسعار تبن الحصيد وصل إلى 350، و كان الإقبال الأكبر على تبن علف (حبّة البركة، والكمون)، حيث وصل ل 200دولار أمريكي للطن ولا ينصح به البيطريون”.
خسائر كبيرة بين المربين دفعهم للتخلص من الأغنام
تأمل المربون الشتاء الفائت بربيع أفضل وانخفاض أسعار العلف مما جعلهم يستدينون العلف، و الكارثة أن أسعار العلف في تزايد، مما عرّض المربين لخسائر أكبر من المعقولة حيث باع الكثير منهم كامل قطيعهم ولم يستطيعوا التسديد.
رقابة خجولة
ويتابع “أبو محمد” لابدّ أنّك تلاحظ الفروقات في أسعار اللحم بين بائع وآخر، هذا هو الذبح الحرام، في ظلّ غياب الرقابة التموينيّة في المنطقة، تذبح إناث العواس في الشوارع، ومحلات القصابة دون رقيب”.
جمعية إنقاذ الحيوانات الشاردة تهدد بإفلات 3000 كلب و500 قطة في شوارع دمشق
تسيّب أمني
لم تقف الفوضى عند حدود ذبح الإناث، حيث يوضّح “أبو محمد”
” لا تستهين بأرقام الأغنام والفطيمة التي تذبح كلّ يوم، أضف إلى ذلك أنّ تفاوت أسعار المواشي مع مناطق أخرى، والعرض والطلب في السوق جعلها سلعة تهريب كباقي السلع حيث تصل الأغنام السورية أحيانا إلى أسواق الداخل العراقي”.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/759196891867664
الثروة الحيوانية مصدر أمن غذائي مهم، حيث يؤمن دخل الكثير من العائلات المربيّة وورشات أخرى تعمل في الأجبان والألبان وتجارتها، لذلك لابدّ أن تأخذ حقّها من الاهتمام على طاولات المعنيين.
تقرير اقتصادي/ عادل الأحمد