إن الثورات الشعبية الكبرى في العصر الحديث أسقطت العديد من الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية , وبمجرد انبثاق الشرارة الأولى للثورة فقدت تلك الأنظمة شرعيتها ووجودها على سدة الحكم مهما استخدمت من وسائل القمع والبطش بحق الثائرين من أبناء الشعب, وهذا يعني بالضرورة الرفض المطلق لأيديولوجيتها السياسية والدينية فالثورة التي فجرها الشعب الإيراني نهاية عام 2017 أنهت كل مقومات الشرعية للطغمة الدينية الحاكمة ولن تستطيع بعد ألان الترويج لخطابها السياسي والديني وسط المجتمع الإيراني الذي عبر عن رفضه لها ولهيمنة رجال الدين, فأن الهتافات والشعارات التي رفعها الشعب ضد خامنئي ونظامه (الموت للدكتاتور واليوم هو يوم العزاء، وحقوق الشعب متخفية تحت العباءة ), هذه الشعارات تعطي دلالة واضحة من المجتمع السياسي الإيراني وهياكله التنظيمية الاجتماعية إلى انعدام المقبولية لأيدلوجية خميني الذي فرضها على الشعب بالحديد والنار منذ عام 1979, إن إجراء قراءة موضوعية للوضع الإيراني الآن وفي المستقبل المنظور أن الشعب انتزع زمام المبادرة من النظام السياسي, وأثبت هذا النظام من خلال زخم المظاهرات التي اجتاحت المدن الإيرانية أن قوته نمر من ورق بكل أجهزتها العسكرية وميلشيات حرس خميني وباقي الأجهزة الأمنية القمعية وترسانته من الأسلحة الروسية البالية, بالرغم من التبجح الدعائي الكاذب لقوته التي لا تقهر على الصعيدين الداخلي والخارجي, وان ميلشيات حرسه ما تسمى (الحرس الثوري ) تطبل لها الأبواق المأجورة والأقلام البائسة التي تتلقى الرشا بالصرر الشوهاء بالمال المهين من أزلام النظام وقادته الفاشست لكي تعظم قوتها الكارتونية بغية التأثير على معنويات الشعب الثائر, هذه الهتافات وحدها ( لا نريد لا نريد الجمهورية الإسلامية وحرية حرية جمهورية إيرانية ) أحدثت رعب حقيقي وأثبتت على وجه اليقين زيف قوة مليشيات حرس خميني وتصدعها في مواجهة الشعب المنتفض. وان الحديث ان عظمة هذه الميلشيات وصناعتها للأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة وتعاظم قوتها ما هي دعاية جوفاء, والتي استخدمها النظام في أثناء حربه مع العراق إبان ثمانيات القرن الماضي وبعدها ظهر عقمها وفشلها في السوق العسكري العام من خلال الهزائم المفجعة للعقيدة العسكرية لحرس خميني وقواته الأخرى من الجيش على جميع الجبهات, حتى انه عجز عن مواجهة قوات جيش التحرير الوطني الإيراني السيف الضارب للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في معركة الضياء الخالد على قاطع كرمنشاه, أن العقيدة العسكرية لما يسمى ( الحرس الثوري والجيش الإيراني المغلوب على أمره ) تفتقد لأهم عنصرين في المعارك والحروب الحديثة إلا وهي ,,, الحق ,,, والشجاعة ,,, إضافة إلى الصراع الخفي بين حرس خميني والجيش النظامي ولهذا سوف لن تتمكن من البقاء على سدة الحكم ما بعد خامنئي في مواجهة الشعب الإيراني الذي ثار عن بكرة أبيه, وان التقليل من حجم وسعة وقوة تأثير المظاهرات على الساحة الإيرانية لن تمنح أية مقومات دعائية لحرس خميني ولن يتمكن من فرض سيطرته, خصوصا أن المستقبل القريب يخفي مفاجأة لهذه الميلشيات في الدول العربية التي احتلها وسوف نرى هزيمتها وانكسارها السريع, فالمستقبل الواعد للشعب الإيراني الذي قدم التضحيات الجسام في مسيرة العمل الوطني وهو الذي سيحكم نفسه بنفسه عن طريق طلائعه التحريرية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ,,,
الدكتور سفيان عباس التكريتي