في إطار التغيير الديموغرافي الذي تعمل عليه إيران عبر ميليشياتها في ديرالزور، عمليات الاستيلاء على أملاك الأهالي في ديرالزور شمال شرق سوريا على قدم وساق.
اتمتة السجل العقاري هل ستساهم بخسارة الأملاك وتثبيت التزوير؟ ماهي الآلية لمراجعة الملكيات؟
كشفت شبكة إعلامية محلية مساء أمس الثلاثاء، قيام مكتب الأصدقاء التابع للحرس الثوري بمدينة الميادين شرقي ديرالزور بالأمس، بوضع يده على عشرات المنازل بالمدينة، بإرسال تبليغات لسكان نحو خمسين منزلاً بضرورة إخلاء منازل تعود ملكيتها لأشخاص كانوا ضمن صفوف الجيش الحر أو شاركوا بالثورة السورية وغادروا المدينة عقب احتلال الميليشيات الإيرانية لها، وذلك خلال أسبوع.
ولفت المصدر إلى وجود نوايا للتوجه نحو تبليغ سكان منازل أخرى واستقدام عائلات مقاتلي الميليشيات الإيرانية لإسكانهم بهذه المنازل، مشيراً إلى مكتب الأصدقاء الإيراني يعتبر اليد العليا خدمياً في البوكمال والميادين، ويخضع بكلتا المدينتين لإشراف شخصيات لبنانية تابعة لإيران، يناط به منح الموافقات على إيجارات المنازل والاستيلاء عليها.
يخضع مكتب الأصدقاء الإيراني بمدينة البوكمال القائم ضمن مبنى ذي ملكية خاصة جرى الاستيلاء عليه في منطقة الجمعيات سابقاً، لإدارة مشتركة بين نظام الأسد والميليشيات الإيرانية التي تتقاسم السيطرة على المدينة، حيث يرفع عليه علمي النظام وإيران.
كما يعد بحسب مصادر محلية، غطاء لميليشيا الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، يوكل إليه مهمة منح أوراق لمن يرغب للعودة لبيته أو ممتلكاته بعد التأكد من سجله وميوله أو بحسب تزكية من قبل محسوبين على ميليشيات إيران.
من الأهمية بمكان لطهران تمكين هيمنتها على منطقة البوكمال وصولاً لمدينة الميادين التي تعد مركز ثقل لإيران، حيث تتمركز الميليشيات الإيرانية فيها، والبوابة الاستراتيجية لنقل الذخيرة والمقاتلين من إيران عبر العراق إلى سوريا.
وعلى صعيد متصل، أقدمت ميليشيا “أبو الفضل العباس” التابعة للحرس الثوري الإيراني، بحسب مصادر محلية، بالاستيلاء يوم السبت الفائت، على محطة وقود القلعة الواقعة بمنطقة البلعوم على أطراف مدينة الميادين، بالإضافة إلى كامل منطقة المزارع غرب مدينة الميادين والتي تضم 150 مزرعة نخيل وزيتون ففي وقت سابق من الشهر الجاري.
تعمل إيران جاهدة على إحداث تغيير ديموغرافي في منطقة ديرالزور الاستراتيجية ضمن مشروعها المذهبي في المنطقة، عبر عدة وسائل منها الاستيلاء على ممتلكات الأهالي وتوطين مقاتليها وعناصر ميليشياتها في انتهاك لحقوق الملكية التي وجب على الدستور السوري صونها.
مشروع نشر مذهب النظام الإيراني في المنطقة ليس بالطارئ أو وليد السنوات القليلة الماضية، فقد انطلق منذ تسعينيات القرن الماضي مشروع طهران في نشر فكرها المذهبي في بلدة حطلة بديرالزور.
الجدير بالذكر أن القوانين والمراسيم التي أصدرها النظام في الأعوام الأخيرة أباحت استملاك ممتلكات الغائبين من النازحين واللاجئين فضلاً عن شخصيات المعارضة الفارة من الملاحقة الأمنية.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري