تواصل الميليشيات الإيرانية انتهاكاتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا، بنشر مذهبها بشتى الوسائل ،وتحويل المساجد لحسينيات إضافة لاستيلائها على الأراضي الزراعية وممتلكات الأهالي.
أفاد موقع “عين الفرات” المحلي اليوم الخميس، أن الميليشيات الإيرانية عملت على تحويل مسجد قرب قرية محكان بريف مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور لحسينية خلال الأيام الماضية.
فيما عملت الميليشيات على توزيع مساعدات غذائية في المنطقة وإخبار الأهالي “أنها من فضائل الإمام علي” بغية ترغيب الأهالي بزيارة الحسينية ونشر التشييع من خلالها، إضافة إلى إغراء المزيد من الشبان للالتحاق بصفوفها.
وكانت قد أنشأت الميليشيات حسينية كبيرة قبل عامين في قرية محكان، تبعد 2 كيلو متر عن الحسينية الجديدة، كما عملت الميليشيات على إنشاء العديد من الحسينيات في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا، منها كانت مساجد وحولتها لحسينيات، بحسب المصادر ذاتها.
وأفادت مصادر محلية قبل أيام أن الميليشيات الإيرانية تخضع الشبان الملتحقين بصفوفها حديثاً لدورات فكرية عقائدية، بهدف إقناعهم باعتناق المذهب الشيعي.
وتجدر الإشارة إلى أن الميليشيات باتت تستغل الأزمة الاقتصادية وتردي أوضاع المدنيين المعيشية لاغرائهم بمساعدات غذائية ومالية زهيدة، بغية اقناعهم بانتساب الشبان لصفوفها العسكرية واعتناق معتقداتها.
وفي سياق استلاء الميليشيات على ممتلكات المدنيين ذكرت تقارير سابقة أن الميليشيات الإيرانية وعلى رأسها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، عملت على الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية قرب مدينة تدمر شرق حمص.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات استولت على أكثر من 3200 دونم من الأراضي الزراعية، بذريعة محاربة تنظيم الدولة “داعش” فيها، وأتى ذلك بعد أن أبلغت أصحابها أنها ستشن عملية أمنية في المنطقة وعليهم المغادرة.
فيما ذكرت تقارير أن الميليشيات الإيرانية عملت على الاستيلاء على منازل المدنيين في مدينة تدمر عن طريق سياسة الترهيب، إذ خيرت الأهالي بين “الاعتقال والتجنيد الإجباري” أو “بيع منازلهم بمبالغ زهيدة” كما لم تسلم معظمهم الثمن حتى الآن.
وتستولي الميليشيات على منازل المدنيين النازحين في مختلف المناطق، وتحولها لمقرات عسكرية ومستودعات أسلحة بغية التخفي عن أنظار طيران التحالف الدولي الذي يستهدفها بشكل مستمر.
وفي أواخر شهر شباط الماضي استولت ميليشيات إيران على أراضي زراعية ومنازل للمدنيين في بلدة عندان شمالي حلب بعد أن هجرتهم قسراً خلال عملياتها العسكرية، إلى جانب قوات النظام في عام 2020، بحسب شبكة نداء سوريا.
فيما يتعلق بتجاوزات الميليشيات بالاعتداء على الأهالي بالضرب والاعتقال والترهيب فقد اعتقلت الميليشيات مؤذن مسجد في قرية دير حافر بريف حلب، واعتدت عليه بالضرب والتعذيب على خلفية تلقينه دروس للأطفال للتوعية عن مخاطر الطائفة الإيرانية، بحسب عين الفرات.
تشتهر الميليشيات الإيرانية بفساد عناصرها أخلاقياً، إذ تشهد المناطق الخاضعة لسيطرتها أعمال اعتداء بالضرب وتحرش بالمدنيين والنساء من قبل عناصرها بشكل مستمر، كما اشتهرت بترويج وتجارة المواد المخدرة، بحسب شهود نشطاء.
وكانت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية نشرت تقريراً حول انتهاكات الميليشيات المدعومة إيرانياً في سوريا في منتصف شهر شباط الماضي، تحت عنوان “إيران تسعى لقلب سوريا لمذهب النظام الإيراني”.
وجاء في التقرير الذي اطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرف أن إيران تسعى للتوغل الديني الطائفي بهدف جعل سيطرتها في سوريا طويلة الأمد، عن طريق جعل أغلبية الشعب السوري من مذهبها الطائفي، لتتمكن من المطالبة بالسلطة السياسية عليهم فيما بعد.
وأضاف التقرير أن مساعي إيران ليست حديثة بل كانت منذ عهد حافظ الأسد الذي لم يمنحها الفرصة للتوسع في سوريا، حتى خلفه ابنه بشار الذي سمح لها بالتوسع والسيطرة مقابل الدفاع عنه ضد الثوار المعارضين.
وأوضح التقرير أن مساعي إيران بالتوغل السياسي والثقافي والاجتماعي في سوريا تغلفت بالمساعدات الغذائية والمالية والطبية والمنح الدراسية للجامعات الإيرانية إضافة للدورات والتلقين العقائدي للأهالي ولاسيما الشبان والأطفال.
بقلم سدرة فردوس
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع