شهدت الإعلانات الرمضانية في سوريا هذا العام قفزة نوعية في أسلوب إخراجها وتقديمها، حيث باتت حديث الشارع والسوشال ميديا، بفضل اعتماد تقنيات جديدة، أبرزها الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مشاركة نجوم بارزين بطرق غير مسبوقة.
أحد أكثر الإعلانات التي أثارت إعجاب الجمهور هو ذاك الذي استخدم الذكاء الاصطناعي لإعادة إحياء نجوم الدراما السورية الراحلين، ما أضفى لمسة من الحنين واسترجاع ذكريات جيل كامل نشأ على أعمالهم. التقنية المتطورة أعادت هؤلاء النجوم إلى الشاشة وكأنهم يشاركون في الإعلان فعليًا، ما خلق ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي بين مشيد بالفكرة ومتحفظ عليها.
لم تقتصر الابتكارات على الذكاء الاصطناعي، بل امتدت إلى طرق الإخراج التي أصبحت أكثر إبداعًا وتأثيرًا، حيث قدم المخرج السدير مسعود إعلانًا تناول محطات مفصلية من تاريخ سوريا بأسلوب بصري مؤثر، لاقى تفاعلًا كبيرًا. كما كانت مشاركة الفنان المصري محمد هنيدي في إعلان لإحدى الشركات السورية من أبرز المفاجآت، حيث أضاف بإطلالته العفوية روحًا فكاهية مميزة، مما جعل الإعلان من بين الأكثر تداولًا.
لطالما كان للتلفزيون السوري أرشيف غني بالإعلانات التي تركت أثرًا في ذاكرة المشاهدين، حيث كانت تتسم بالإبداع والبساطة بمشاركة نجوم كبار من الدراما السورية. ويبدو أن الاتجاه الجديد يسير نحو استعادة هذا الزخم، ولكن بأساليب حديثة تعتمد على التكنولوجيا ونجوم السوشال ميديا.
فهل ستشهد السنوات القادمة المزيد من التقدم في صناعة الإعلانات السورية؟ وهل يمكن أن ينافس الإبداع الإعلاني الحالي ذكريات الماضي التي لاتزال محفورة في أذهان الكثيرين؟.