كشف إعلام ميليشيا حزب الله اللبناني في 21 شباط /فبراير، الأسباب التي أدت لانسحاب الروس من قواعد في الرقة وشمال الحسكة، بعد عدة أيامٍ من وصول تعزيزاتٍ كبيرةٍ للقوات الروسية للمنطقة الشرقية، التي ستكون بمثابة قوات فصلٍ بين قوات الجيش التركي من جهة والنظام والإدارة الذاتية من جهةٍ أخرى.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
بحسب قناة الميادين فإن سبب سحب الروس بعض النقاط من معاقلها في تل تمر وعين عيسى وتوجه جزءٍ من هذه القوات ممثلةً برتلٍ لمطار القامشلي 82 كم شمال شرق الحسكة، مقابل وصول رتلٍ مماثلٍ لقاعدة تل السمن جنوب الرقة، هو للضغط وإيقاف الاستفزازات التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية ضد معاقل انتشار الجيش التركي في تلك المناطق.
إلا أن رأياً آخر من قبل مهتمين في الشأن السوري ذهب إلى أن التطورات الأخيرة تأتي ضمن سياق الاتفاق الموقع بين الروس والأتراك، لإفراغ صوامع الشركراك بمحيط عين عيسى من الجهة الشرقية لصالح النظام، الذي بدء بحسب سبوتنيك برعاية العسكريين الروس مؤخرا، باستجرار شحنات القمح لمحافظة حلب للتخفيف من وطأة الضغوط والحصار الاقتصادي مقابل حصول تنازلاتٍ روسيةٍ ومن النظام.
وعنونت صفحاتٌ تابعةٌ للإدارة في المنطقة الشرقية قرار روسيا الانسحاب من عين عيسى ومحطة أبقار تل تمر شمال شرق مدينة تل تمر، بسبب رفض قوات سوريا الديمقراطية مطالب القوات الروسية وقوات النظام تسليم قرى “معلق، جهبل، صيدا، المشيرفة، مخيم عين عيسى” للقوات التركية.
سيما أن الإدارة الذاتية ممثلةً بمجلس سوريا الديمقراطية لم تتأخر بانتقاد مخرجات بيان مفاوضات آستانا، التي عقدت الأسبوع الفائت على مدى يومين في مدينة سوتشي الروسية.
وتحت عنوان بيان للرأي العام، الخميس الفائت، رفض مجلس سوريا الديمقراطية البيان الختامي لضامني آستانا، معتبرا الاجتماع لايعدو كونه محاولةً روسيةً جديدةً لتعويم نظام دمشق، وأن ماورد في بيان أستانة بخصوص منطقة الإدارة الذاتية شمال شرق سورية إجحافاً بحق السوريين، ومشوّهاً ومُحرِّفاً للحقائق الموجدة، بغية زرع التّفرقة ونشر ثقافة الكراهية والعِداء بين المكونات المجتمعية، والإبقاء على النظام الاستبدادي الحاكم، وتمرير أجنداتهم الخاصة بالتّبعية والاحتلال للأراضي السورية.
في حين ذهب مستشار الإدارة الذاتية جيا كرد في تصريحاته لاتهام روسيا التعامل بازدواجية مع الإدارة الذاتية تارةً من خلال الإعلان عن التعاون لحل القضايا الخلافية مع النظام وتارةً أخرى محاولة إفشال مشروع الإدارة الذاتية عبر جلسات آستانا الثلاثة الأخيرة التي تم عقدها في عواصم الدول المعنية.
وبدت روسيا غاضبةً في ملف الحصار الأمني لمعاقل قوات النظام في الحسكة والقامشلي والذي استمر قرابة الشهر من كانون الثاني الفائت، من قبل قوات الإدارة الذاتية التي طوقت معاقل وأحياء المدينة الخاضعة لسيطرة النظام، ومنعت إدخال مقومات الحياة لعناصر قوات النظام، التي لجأت للاستعانة بعناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني والمليشيات الإيرانية استعداداً لأيّة مواجهة محتملة.
سيما أن هذا التدخل فتح المجال للميليشيات الإيرانية للتنافس لتجنيد عناصر الدفاع الوطني الموالين لروسيا، لصالحها.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
مجد سوري