ة عن الإشارة إلى دور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذه الأزمة، بعد الكثير من التصريحات المتناقضة بينه وبين وزير خارجيته “فترامب كتب بأنه شيء جيد أن زيارته إلى العربية السعودية والتقاءه بخمسين مسؤولا بدأت تعطي فوائد”، وهو ما اعتبرته القناة “مؤشراً على دور ترامب فيما يجري”. وتبرز وسائل الإعلام الدنماركية، وصحفها اليومية، وخصوصاً بوليتكن في تقرير شامل الهدف والدور الأميركي و”سعادة ترامب بما تقوم به السعودية”.
وأبرزت الصحيفة أيضاً ردود وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بأن “هذا العزل ناجم عن نجاحاتنا في تشكيل أرضية للسلام وليس للإرهاب. هذا النزاع يهدد الاستقرار في كل الإقليم”.
ومنذ الأيام الأولى لاندلاع أزمة مقاطعة قطر تتسابق وسائل الإعلام الاسكندنافية، بمختلف توجهاتها، إلى استضافة باحثين ومحللين معنيين بالشؤون الخليجية. ففي التلفزة الدنماركية كان عنوان هذه الأزمة، وفقاً لكبير الباحثين في “المركز الدنماركي للدراسات الدولية” لارس ايرسلوف أندرسن في كوبنهاغن يتعلق بـ”استعراض قوة”. ويشرح أندرسن في القناة التلفزيونية الدنماركية أن الأمر “وإن بدا مرتبطاً بمحاولة الرياض دفع الدوحة للاصطفاف في تحالف ضد طهران، إلا أن العلاقة مع الإخوان المسلمين وحماس هو المقصود”.
ووفقاً لما يراه هذا الخبير في شؤون الشرق الأوسط، فإن “ما يجري إماراتياً وسعودياً هو محاولة الدفع بالدوحة للانصياع لسياسة الرياض. فليس سراً الاختلاف في قراءتهم السياسية لشؤون المنطقة”.
واستغلت بعض الصحف الاسكندنافية الأزمة الحالية لتعود إلى نبش ملفات أخرى تتعلق بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وخصوصاً في ما يتعلق بحقوق الإنسان. وذكّرت صحيفة “إنفارمسيون” الدنماركية ببعض تلك الملفات من خلال الغمز بما نشرته سابقا عن “السعودية تستحق أن تعزل”، وهو ما أعادت نشره صحف سويدية بقلم الباحثة هناء الخمري، التي تركت عملها في السعودية وتعيش اليوم في السويد. وذهبت الصحف الدنماركية أيضاً إلى نبش “توجه شركة دنماركية إلى تصدير معدات حساسة تستخدم في التجسس على الناشطين في الإمارات”، مع تسميات أخرى كـ”النظام الديكتاتوري” في الإمارات.
وذهبت وسائل الإعلام، والصحف الاسكندنافية، إلى تفصيل ما تعنيه قرارات “منع المواطنين من إبداء الرأي في الأزمة مع جارتهم العربية تحت طائل السجن والملاحقة القضائية في السعودية والإمارات والبحرين”. وركزت الصحافة على حجم العقوبة في حال إبداء أي تعاطف مع الدوحة “هناك يريدون أن يحكموا على الشخص الذي يبدي رأيا معارضا لمحاصرة الجارة الدوحة بين 3 سنوات و15 سنة سجناً ودفع غرامة تصل إلى 900 ألف كرونة”، وتركيزها على حجم المبلغ بالكرونة الدنماركية أثار ردود فعل مواطنين كثيرين علقوا على مثل هذا الخبر بكثير من التهكم، وخصوصاً أنه مبلغ ضخم جدا يتجاوز دخل ثلاث سنوات في الدنمارك.
تهكّم قراء صحف اسكندنافية على مطالب السعودية والإمارات بحسب ما نشرتها صحيفة بوليتيكن “فهؤلاء (القطريون) متهمون بدعم الإرهاب باتهامهم بدفع فدية مالية لإطلاق سراح مخطوفين في العراق، ومطلوب منهم أن يغلقوا أو يغيروا من سياسة التحرير في قناة الجزيرة، وبمعنى أصح ممارسة الرقابة في عملها”. ووجدت هذه المطالب انتقادات كثيرة بين الصحافيين وعامة الناس ممن يتابعون ما تنشره وسائل الإعلام في دولهم.
وذكّرت الصحف بأن “هذه الأزمة اندلعت أساساً إثر قرصنة لوكالة الأنباء القطرية التي استغلتها قناة العربية للتشهير بقطر”. وتضيف القناة الرسمية الدنماركية وصحيفة بوليتيكن “حتى يومنا ما تزال مواقع قطرية وسعودية عرضة للقرصنة، والمثير أن المواقع السعودية التي قُرصنت جرى وضع صور خامنئي وخميني عليها، ما يشير إلى استغلال الأزمة من أطراف أخرى”. وغمزت الصحف والمواقع إلى “دور روسي واضح في قرصنة المواقع القطرية، والآن تقوم قطر مع جهات دولية في البحث عن مصادر تلك القرصنة”.
ويعتبر المحللون في الصحف الاسكندنافية أن “هذا الحصار الاقتصادي، رغم أن قطر واحدة من أغنى الدول في العالم، سيكون مؤلما ومكلفاً، بيد أنه سينعكس أيضا على الدول الجارة التي لم ترد عليها قطر بعد. فمثلا مطالبة بعضهم بمراجعة استضافة الدوحة لمونديال 2022، سيضر أيضا بالبحرين ففيها من المفترض أن يقيم جمهور كبير سيحج من مختلف أنحاء العالم”.
العربي الجديد