هذه ليست أثار مساحيق التجميل، التي لطالما أحبتها إسلام، بل هي حروق وجروح نتيجة تلك الشظايا الحاسدة التي حاولت النيل من براءتها، وجمالها، إنها دليل حي على إجرام النظام السوري وحلفائه بحق الأطفال في سوريا.
“إسلام الصدير” طالبة الروضة المتميزة، وابنة الستة أعوام وطفلة معرة النعمان المدللة، عقب الغداء وبينما تجلس على درج منزلها تحتسي كوبا من الشاي وتمسك بيدها قطعة ليمون لم تتناولها بعد، اذ بقذيفة غادرة تسقط على المنزل لتخطف إسلام من بين أحبائها، استشهدت إسلام ١٣ في أيلول يوم الجمعة، وأصيبت والدتها وأخرين من أفراد أسرتها، لتبقى توأمها رهف وحيدة، هذه المرة الثانية التي يستهدف فيها بيت الأسرة بمدينة معرة النعمان بريف ادلب الجنوبي.
قال ذوي إسلام في حديث للمركز الصحفي السوري : “إسلام أكثر شيء كانت تحب الألعاب واللبس ،كانت أكثر شيء تنبسط فيه هو مشوار السيارة، وكانت كثير كثير هادية، وماكانت من النوع اللي بتنق، والكل كان يحبها”
يذكر أن عائلة إسلام نزحت إلى مدينة إدلب، حينما اشتد القصف على معرة النعمان ، إلا أنهم نتيجة غلاء إيجارات المنازل ونظرا لصعوبة المعيشة قرروا العودة.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة هناك 811. 19 طفل استشهدوا منذ بداية الثورة في عام 2011 في مختلف المناطق المحررة.
لم يكن في هذا العالم فسحة خضراء أمنة ولا متسع من الوقت كي تمارس إسلام وبقية أطفال سوريا ما يحبونه، لذلك اختارت أن تحلق روحها إلى الجنة، لعلها تحظى بسلام أبدي، في حين بقي جسدها الصغير مدفونا في مقبرة الشيخ حمدان بالحي الشمالي ، تاركة صورها وأحلامها وألعابها، وذكريات جميلة عاشتها في أحضان مدينة لنازفة.
لن تنسى ذاكرة العالم “إسلام ” كما لم تنسى الشقيقتين روان وريهام ونظرات العتاب من عيون الأطفال الشهداء،
ونحن لن ننسى القاتل.
بقلم رغد برغوث
المركز الصحفي السوري