في الوقت الذي احتفت فيه تل أبيب بنجاح روسيا في اغتيال قائد “جيش الإسلام”، زهران علوش، إحدى أكبر قوى المعارضة السورية المسلحة، فقد انتقلت الشراكة الروسية الإسرائيلية بشأن التدخل في سوريا إلى طور أكثر تقدما.
وتؤكد المصادر الإعلامية الإسرائيلية أن التعاون بين تل أبيب وموسكو لم يعد يقتصر على تنسيق عملياتهما العسكرية فقط، بل باتت موسكو تتشاور مع تل أبيب حول حل الأزمة السورية، لتتأكد أن مثل هذا الحل يراعي المصالح الإسرائيلية.
فقد كشفت صحيفة “هآرتس” في عددها الصادر الأحد، النقاب عن أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين أرسل أواخر الأسبوع الماضي مبعوثه الخاص بشأن سوريا ألكساندر لابريتيف، إلى تل أبيب، حيث اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومسؤولين سياسيين وعسكريين واستخباريين إسرائيليين، ليناقش مستقبل التسوية في سوريا عشية استئناف المفاوضات حول مستقبل سوريا في جنيف.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية نقلت مساء السبت عن مصدر سياسي في تل أبيب، قوله إن بوتين تباحث تلفونيا مع نتنياهو الثلاثاء الماضي، حول سبل حل المسألة السورية، مشيرة إلى أن بوتين تعهد خلال المكالمة بأن تأخذ روسيا بعين الاعتبار مصالح إسرائيل قبل طرح أي مبادرة لحل القضية السورية.
احتفاء باغتيال علوش
وفي سياق متصل، احتفت محافل أمنية وإعلامية إسرائيلية بنجاح روسيا في تصفية زهران علوش، معتبرة أن هذا التطور يخدم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل في المستقبل.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية عن مصدر عسكري إسرائيل، قوله إن “خلع صفة الاعتدال على علوش أمر مضلل”، مشيرا إلى أنه من منظور إسرائيل فإن جميع الفصائل الإسلامية العاملة في سوريا “متطرفة وبالغة الخطورة”.
ونوّه المصدر إلى أن سلوك علوش وأمثاله في حال تمكنوا من إسقاط نظام الأسد لن يختلف عن سلوك حركة حماس، التي حولت قطاع غزة إلى ساحة لإطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي.
من ناحية ثانية، فقد زادت تصفية علوش من مظاهر احتفاء نخب اليمين المتطرف في تل أبيب ببوتين وتعبيرها عن الإعجاب به.
واعتبرت صحيفة “ميكور ريشون” اليمينية في عددها الصادر الأحد، أن بوتين دلل على أنه الزعيم “الوحيد في العالم الذي يتصرف بمسؤولية في مواجهة الإسلام المتطرف”.
وقارنت الصحيفة بين بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما، قائلة: “في الوقت الذي يستغرق فيه أوباما بإطلاق الخطب الرنانة فإن بوتين يتجه للفعل والتحرك العملي”.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن تسعى إسرائيل لتعزيز أواصر التحالف مع موسكو، على اعتبار أن بوتين أثبت أنه قائد بالإمكان التوصل معه لتفاهمات يضمن تنفيذها.
من جهة أخرى، قال معلق الشؤون العربية في صحيفة “هآرتس”، تسفي برئيل، إن اغتيال زهران علوش يدلل على أن بوتين يريد أن يصمم مستقبل سوريا بشكل منفرد.
واعتبر برئيل في مقال نشرته الصحيفة في عددها الصادر الأحد، أن اغتيال علوش يمثل رسالة لكل من تركيا وأمريكا والسعودية، بأن روسيا هي من يقرر في النهاية من يشارك في مفاوضات جنيف.
وقال: “بوتين معني بتصفية قوى المعارضة المسلحة من أجل تقليص تمثيلها في المفاوضات، بحيث يتم التوصل لاتفاق يتوافق مع المصالح الروسية في المنطقة”.
عربي 21